بات جهاز محلي الصنع في متناول الجميع بقطاع غزة ويمكن استخدامه من قبل الصغير قبل الكبير، حيث يوفر حلًّا لتعقيم اليدين والقدمين وقياس درجة حرارة الجسم في المستشفيات والمؤسسات والأماكن العامة التي يرتادها الناس بكثرة.
وتصف صاحبة اختراع جهاز التعقيم الذي تتفرع منه أنواع عديدة بأنه "ذكي"، حيث أشرفت هبة الهندي على تصنيعه من ألفه إلى يائه داخل قطاع غزة وبجهود محلية.
وأوضحت الهندي أن الجهاز هو صنع محلي 100%، وجرى العمل على صناعته منذ ما يقرب من خمسة شهور، وذلك بعد ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا داخل مراكز الحجر بقطاع غزة.
وقالت الهندي في حديث لـ"فلسطين": "إن انتشار الجائحة في مراكز الحجر الصحي، وتوقف أبرز النشاطات والأعمال منتصف شهر مارس الماضي، دفعنا للتفكير بضرورة وجود مثل هذا الجهاز في قطاع غزة".
وأضافت الهندي: "في البداية توجهنا لعمل تطوير على أجهزة تعقيم اليدين في غزة، إلا أننا وجدنا أنها لا تتقبل درجة لزوجة المعقم (الهاي جل) المتوفر في القطاع، لذلك توجهنا لتصنيع أجهزة تلبي احتياجاتنا المحلية".
وأشارت إلى أن أول جهاز ذكي للتعقيم كان يحتوي على جهاز حساس لتعقيم اليدين ويتم التحكم من خلاله في كمية (الهاي جل) التي تُستخدم في تعقيم اليدين، مضيفة أنه يمكن للصغار استخدام الجهاز من خلال التحكم في مكان (الهاي جل) والذي يتراوح مكانه من 1سم-30سم.
وذكرت الهندي أن الجهاز يحتوي على شاشة ذكية لعرض الفيديو، ويعمل عند أخذ الحساس لإشارة الجسم من مسافة متر وحتى عشرة أمتار، كما أنه يعطي إرشادات وتوجيهات لكيفية تعقيم اليدين واستخدام الجهاز، لافتةً إلى أنه لا يمكن السماح بدخول المكان إلا بعد تعقيم اليدين والجسم.
ونبهت إلى أن هناك ثمانية أنواع من جهاز التعقيم الذكي، وكل نوع له مميزاته، حيث يوجد الجهاز الذكي الرقمي المتطور، والجهاز الذكي، والجهاز الآمن، والجهاز الخاص بالأطفال والمدارس، والجهاز الخاص بالمطاعم، والجهاز الخاص بالبوابات والمداخل، وجهاز التعقيم الذكي الخاص بالمصاعد.
وحول أسعار هذه الأجهزة، أوضحت أنها في "متناول الجميع"، سواء من مراكز حكومية أو مؤسسات، أو حتى المدارس ورياض الأطفال، وجميعها تتوفر فيها كل الأمور الاحترازية الموافق عليها من قبل وزارة الصحة، والتي تم التواصل معها للحصول على موافقتها على الجهاز، كما تقول.
مميزات عديدة
وتعدِّد الهندي أبرز ميزات تلك الأجهزة، فمن وجهة نظرها تتمتع "بمواصفات قوية جميعها تعمل على تلبية الغرض الأساسي منها وهو توفير التعقيم المناسب للحماية من فيروس كورونا، وذلك من خلال تعقيم اليدين، وقياس درجة الحرارة، ومكان لوضع المحارم المعطر".
وأضافت: "كما توجد أنواع أخرى من الأجهزة تعمل على تعقيم اليدين وقياس الحرارة ورذاذ الجسم، وتوجد ميزة تعقيم القدمين بالكلور في أنواع أخرى من أجهزة التعقيم الذكية التي يتم تصنيعها".
وأردفت الهندي: "توجد أيضًا ميزة حساب عدد من يدخل من البوابة، ووسيلة اتصال تخبر المسؤول عن انتهاء (الهاي جيل) وضرورة إعادة تعبئته"، منبهةً إلى أنه في حال عدم وجود المعقم في الجهاز، يتم فصل زر الأمان عن البوابة وإغلاقها حتى لا يُمسح لأحد بالدخول.
ولفتت إلى أن هناك أجهزة تعقيم ذكية خاصة بالمصاعد حيث يتم ربط الجهاز بالناقل الكهربائي الذي لن يفتح للراكب إلا بعد إجرائه عملية التعقيم بالكامل، وكذلك أجهزة يمكن ربطها بالبوابات للمؤسسات والشركات.
وأكدت الهندي أنها تعمل على تطوير الأجهزة باستمرار بما يضمن مزيدًا من الكفاءة في العمل، لافتةً إلى أن آخر ما تمت إضافته من مميزات هو أنه مهما عقم الشخص نفسه ولكن درجة حرارته أكثر من 39 درجة مئوية، فإن البوابة لن تفتح له.
وشددت على أن الجهاز صديق للإنسان الذي لن يحتاج إلى لمس أي شيء، وإنما فقط عليه وضع اليد في مكان المخصص للحساس والذي يعمل على قياس درجة الحرارة وتزويده بكمية مناسبة من السائل ثم تعقيم لليدين ورذاذ للجسم، وفي نفس اللحظة تعقيم القدمين، وكل ذلك خلال 5 ثوانٍ فقط "مع إعطائك ترحيبًا بالمكان الذي توجد به".
وذكرت الهندي أنه تم بالفعل استخدام الجهاز في عدد من الأماكن العامة مثل المستشفيات والمخابز منذ شهر، وكانت ردود الفعل "جيدة" ولم ترد أي شكاوى على هذه الأجهزة.