في مايو 2006 أصدر قادة الاسرى في سجون الاحتلال وثيقتهم التي عرفت بوثيقة الاسرى او وثيقة الوفاق الوطني، والتي اشتملت على خارطة طريق اجمعت عليها كافة الفصائل داخل السجون وخارجها لأنها مبنية على قواسم مشتركة دون تفريط في ثوابت شعبنا ودون احراج لأي فصيل، وكان الهدف منها تصحيح البوصلة وتعزيز الوحدة الداخلية واقامة دولة فلسطينية دون اعتراف بشرعية المحتل على أي شبر من فلسطين.
الكل الفلسطيني الان يساند الاسرى في اضرابهم ومعركة الامعاء الخاوية لأن قضيتهم مقدسة ولأنهم ضحوا بالكثير في سبيل تحرير فلسطين، ولذلك لا يجب ان تقف مساندتهم على فعاليات من اجل الدعم المعنوي او من اجل تحريك قضيتهم دوليا فالمجتمع الدولي منافق لا تؤثر فيه النداءات الانسانية او السياسية وإن كانت تلك المحاولات جهودا يشكر عليها اصحابها ونتمنى لهم تحقيق انجازات في ذلك الاتجاه، ولكن دعونا نقدم على خطوة مختلفة نوعا ما و فيها كل الدعم لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال وفيها تحقيق انجاز عظيم لشعبنا في غزة والضفة وفي كل مكان. إن مساندتهم تكون ايضا بتطبيق وثيقتهم التي اصدروها قبل اكثر من عقد من الزمان، بل هي افضل اشكال المساندة لهم والاكثر واقعية وخاصة في هذا الوقت بالذات.
واذا اردنا ان نوحد الجهود والا يشغلنا شاغل عن قضية الاسرى لا بد من معالجة الخلافات الداخلية وما ينبثق عنها من اجراءات تنعكس سلبا على المواطنين، ولا يجوز بحال ان يكون التضامن مع الاسرى تضامنا موسميا، نقدس قضيتهم حينا وننساها احيانا كثيرة بل لا بد بأن تبقى حاضرة الى ان يتم تحرير اخر اسير فلسطيني.
مختصر الكلام لا نستطيع الوقوف امام ظلم العدو لأسرانا واحتلاله لأرضنا وحصاره لغزة واستباحته للضفة متفرقين ومنقسمين، وكذلك لا يستطيع أي طرف فلسطيني ان يدعي ان قضية ما يمكنها ان توحدنا بشكل مؤقت مثل قضية الاسرى، بل علينا ان نتوحد فعليا لمواجهتها ومواجهة غيرها من التحديات، وذلك يقتضي نوايا صادقة وارادة قوية ومستقلة لكافة فصائل الشعب الفلسطيني حتى يتم انجاز المصالحة والوحدة الوطنية وحتى تكون قراراتنا المصيرية فلسطينية خالصة لا تشوبها الشوائب.