"الجزائر لن تبارك اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، ولن تكون جزءًا منها". هذا القول للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي قال: "نلاحظ هرولة نحو التطبيع، ونحن لن نشارك في التطبيع".
هذا كلام قائد دولة مسؤول، قائد يحترم نفسه، ويحترم شعبه، ويحترم القضية الفلسطينية، ويحترم مقاومة الشعب الفلسطيني. الجزائر إحدى أهم دول المغرب العربي، هي دولة ليست غنية، كالمملكة السعودية والإمارات والكويت. وهي لم تقدم مالًا لفلسطين يضارع ما قدمته هذه الدول، ولكنها هي الدولة العربية الأكثر التزامًا في دفع الحصة المقررة عليها من الجامعة لدعم الفلسطينيين، في المواقيت المحددة.
الموقف الجزائري الشعبي مع فلسطين واضح، وعبارتهم المشهورة: "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". عبارة قالها هواري بو مدين، ورددها من جاؤوا بعده، وأيدها الشعب الجزائري، حتى صارت مثلًا يضرب، ليلخص الموقف الجزائري التاريخي. إذا قابلت جزائريًّا في الحج، أو زرته في الجزائر أو خارجها أسمعك هذا الموقف السياسي فور علمه أنك فلسطيني.
الجزائر التي قاومت الاحتلال الفرنسي، والذي كان احتلالًا استيطانيًّا، يدرك قادتها وشعبها معنى المقاومة في فلسطين، ويدرك ماذا يجب على الدول العربية نحو فلسطين. وتدرك ماذا يعني الاحتلال، وماذا يعني الاستيطان، لذا هي ترفض التطبيع مع دولة احتلال واستيطان، وهي لا تبارك ما فعلته دول الخليج مؤخرا، ولن تكون جزءا منه.
التطبيع مع الاحتلال في نظرهم هو تكريس للاحتلال، واعتراف بالاستيطان، وهو إضعاف للموقف الفلسطيني. (وإسرائيل) ليست مفتاحًا جيدًا للاقتصاد والتجارة، ولا مفتاحًا جيدًا للأمن والحياة الكريمة. (إسرائيل) معتدية وعلى النظام العربي مقاومة العدوان.
الجزائر تحررت أولا بمليون شهيد، وتحررت ثانيا بدعم عربي لها. وفلسطين على الطريق نفسه يحررها شهداؤها، ثم العرب والمسلمون الداعمون لها دعما حقيقيا صادقا. أما الذين يدفعون لها مالا ولا يحترمون موقفها السياسي، ويعيّرونها بما يدفعونه له لن يساعدوا في التحرير، ويعلبون لعبة مزدوجة: من فوق الطاولة نحن مع فلسطين، ومن تحت الطاولة نحن مع التطبيع، ومع ما يطلبه البيت الأبيض. قضية فلسطين قضية شريفة، وقضية دين وشعب، ولن يخدمها إلا من آمن بهذه الكلمات. كل التحية للجزائر.