فلسطين أون لاين

تدفق أموال الخليج مقدمة لزوال الاحتلال

شاهدنا كيف تفاجأ الرئيس الصربي الكسندر فوتشتيش قبل أيام حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرار صربيا نقل سفاراتها إلى القدس في مؤتمر صحفي جمعهما، كل من شاهد الواقعة وردة فعل الرئيس الصربي أدرك أنه لم يكن له علم بالموضوع، وأن الرئيس الأمريكي أراد فرض أمر واقع. يبدو أن سياسة الإحراج هي المعتمدة لدى ترامب في هذه المرحلة.

وزير الخارجية الإماراتي كان كالتائه في واشنطن في حفل التوقيع على عملية التطبيع الخيانية، ولم يكن يدري أي ملف يمسك وأين يوقع، أما البحرين فرغم مباركة برلمانها على توقيع ممثلها على اتفاقية التطبيع، أكد ضرورة العودة إلى البرلمان قبل اتخاذ أي إجراءات جديدة تتعلق بتنفيذ اتفاقية التطبيع الخيانية، وهذا يعني أن البحرين جُرَّت جرًّا إلى واشنطن ولكن البرلمان حاول كبح جنون ترامب وانبطاح القيادة البحرينية، وأعتقد أن ما قاله ترامب عن استعداد الكويت وقطر توقيع اتفاقات مماثلة لا أساس له من الصحة، ولكن القادم يعتمد على قدرة الأطراف الأخرى على الصمود أما البلطجة الأمريكية.

ترامب يعمل على الهروب من الواقع ومداراة فشله في سياساته الداخلية والخارجية، ويريد تحقيق انتصارات سهلة في ميادين تعج بالجبناء، وهذا ما يفعله أيضًا بنيامين نتنياهو الذي تلاحقه تهم الفساد وعار الهزيمة في غزة واقتراب أفول نجمه سياسيًّا، ولكن ما يفعله كلاهما يحقق شيئًا ورد في كتاب الله عز وجل، وهو التفوق غير المسبوق قبل السقوط والاندثار، فما يحصل الآن هو تحصيل المزيد من الأموال والبنين وكثرة النفير، فأموال غالبية دول الخليج أصبحت تحت تصرف الكيان الإسرائيلي، وكل أهل الضلال ومن ضمنهم من يعيشون في جزيرة العرب أصبحوا حلفاء للكيان الإسرائيلي، وهذا يعني -والله أعلم- اقتراب وعد الآخرة كما ورد في سورة الإسراء: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".

بنيامين نتنياهو يخوفنا بأن تحالف التكنولوجيا الإسرائيلية مع الأموال الخليجية سيحول الكيان الإسرائيلي إلى دولة عظمى لا تهزم، ولكننا على يقين بأن الأموال الخليجية والأمريكية والأوروبية لن تزيد من عمر الكيان الإسرائيلي يومًا واحدًا، ولن تمنع زواله، يقول عز وجل في محكم تنزيله: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"، صدق الله العظيم وكذب تحالف المأزومين المهزومين.