بعد ظهور نتائج الثانوية العامة تخيل نفسه لو أنه ليس لديه ميول نحو تخصص معين، فسيعيش في دوامة ومشكلة تواجه أي طالب في اختيار التخصص الجامعي بعد انتهاء مرحلة التوجيهي، وقد تزامن ذلك وتفكيره مع اثنين من زملائه في مشروع التخرج الجامعي، وأخذوا على عاتقهم أن يكون ذا بصمة لا مجرد تحصيل درجات.
بعد البحث والتنقيب ارتؤوا أن تكون فكرة بحثهم في التخصصات والكليات وقضايا المنح والحياة الجامعية عمومًا بإنشاء منصة "دروب جامعية"، بدلًا من أن يلتحق الطالب بالجامعة دون وعي بالنظام القائم، والفروقات بينها وبين الحياة المدرسية، وقد حاز مشروعهم المركز الأول في المسابقة التي عقدت في "الهاكثون الافتراضي" ضمن تحدي قطاع التعليم.
جمعهم الاهتمام بالتصميم والبرمجة والتخصص، فمحمد كراجة طالب بكالوريوس نظم معلومات إدارية بالمستوى الرابع في كلية تكنولوجيا المعلومات، لديه اهتمام بالبرمجة وريادة الأعمال والعمل الاجتماعي، وحاصل على عدة جوائز ريادية، ومتأهل ضمن أفضل فريقين على مستوى فلسطين في تحدي الشباب (جيل طليق) الدولي لتمثيل البلاد في المنافسة الدولية، وزميله حاتم حسين طالب وسائط متعددة بالمستوى والكلية نفسيهما، يعمل في مجال برمجة تطبيقات الويب، ومهتم بالجانب الريادي، ورفيقهما فراس فرج كذلك، يعمل مطور تجربة مستخدم ومصمم واجهات، ومهتم بتطوير تطبيقات الهاتف المحمول.
يتحدث كراجة عن دافع اختيارهم الفكرة أنهم عندما تخرجوا في الثانوية العامة واجهتهم الحيرة والعواقب في اتخاذهم قرارًا صارمًا بشأن المرحلة المقبلة في اختيار التخصص أو الجامعة أو الدراسة محليًّا أو دوليًّا، مستدركًا: "أو ربط ميولنا مع قدراتنا ومع فرص التخصص في سوق العمل مستقبلًا، فأحدنا التحق بتخصص آخر غير الذي نحن عليه اليوم، وبعد مدة اختار التخصص الذي يدرسه، وقد ينوي آخر السفر للدراسة في الخارج أو الالتحاق بجامعة أخرى".
وهناك العديد من أصدقائه درسوا أكثر من فصل في تخصص، ثم اضطروا إلى التحويل لعدم ملاءمته ميولهم ورغباتهم.
ويشير إلى أنه في كل عام بعد تخرج آلاف من طلبة الثانوية العامة يوجه الأغلب كثيرًا من الأسئلة والاستشارات عن التخصص والجامعة حتى المنح المختلفة، ويريدون النُصح والإرشاد.
ويتحدث الطالب حسين لصحيفة "فلسطين" عن الأهداف العامة والخاصة لمشروعهم، التي تتمثل في الحد من الحيرة لدى الطلبة بتسهيل عملية اختيار التخصص، وذلك بناء على عدة معايير توفرها المنصة، أهمها اختبارات الميول والقدرات التي تحصر له التخصصات المناسبة له، وأيضًا بناءً على نسبة احتياج كل تخصص في سوق العمل ومستقبله.
ويتابع: "نهدف لتسهيل فهم الحياة الجامعية بشكل مبسط قبل الدخول للجامعة بتغطية كل المعلومات عن هذه المرحلة واحتياجاتها ومتطلباتها من أدوات وأجهزة كل تخصص على حدة، وتسهيل عملية الإرشاد الأكاديمي والوصول للمؤسسات الأكاديمية وكل المعلومات عنها، إذ لاحظنا صعوبة كبيرة في إرشاد الجامعات للطلبة الجدد، لا سيما خلال جائحة كورونا".
وعبر منصتهم يعملون على تحفيز الطالب خلال المرحلة الثانوية بأخذه رحلة عبر الزمن ليعيش تفاصيل الجامعة والتخصص حتى تخرجه وحياته بعد التخرج وماذا ينتظره في المستقبل، أما الهدف الخاص فيوضح أنهم يعملون على تطوير مشروعهم بشكل يمكنهم من الحصول من ورائه على مصدر دخل أو توفير فرصة عمل.
وتطرق فرج للحديث عن آلية عمل المنصة، فيلفت إلى أنها منصة إلكترونية تهدف إلى توجيه خريجي الثانوية العامة للحياة الجامعية عامة، ولاختيار التخصص والجامعة المناسبة لهم بشكلٍ خاص، لإرشادهم نحو بناء خياراتهم التعليمية والمستقبلية.
ويبين أن المنصة توفر المعلومات الكاملة عن التخصصات الموجودة بالجامعات المحلية بشكلٍ مبسط وسلس، يُمكّن الطالب من فهم كل البرامج الأكاديمية المتاحة في الجامعات، وكذلك مساعدته في الاختيار بعمل اختبار تحليل القدرات والميول لكل طالب، إذ تحصر التخصصات التي تتناسب مع نتيجة الاختبار.
وتضع منصة "دروب جامعية" المعلومات الكافية عن الجامعات والكليات المحلية والمنح المقدمة من طريقها أو من طريق المؤسسات الأخرى، ما يسهل على الطالب المفاضلة والاختيار الصحيح للتخصص والجامعة المناسبة له بناءً على ميوله، واحتياجات سوق العمل واتجاهاته المستقبلية، وأيضًا مساعدة الطالب في التعرف إلى تفاصيل الحياة الجامعية، ليصل بالنهاية إلى اختيار التخصص المناسب والجامعة المناسبة وفهم مُسبق للحياة الجديدة ورؤية واضحة عن تلك المرحلة.
أقسام المنصة
ويبين كراجة أن المنصة تتكون من ستة أقسام: الأول التخصصات، ويوفر هذا القسم المعلومات الشاملة عن التخصصات والبرامج الأكاديمية في الجامعات المحلية بدءًا من معدل القبول ورسوم الدراسة، إلى خطط دراسية ومتطلبات ومراجع، وقصص نجاح ومعدل احتياج السوق المحلي والمخرجات وفرص العمل المتوقعة لكل تخصص.
والثاني الجامعات، يوضح أن هذا القسم من المنصة يضم المعلومات الشاملة عن الجامعات والكليات المحلية بدءًا من كلياتها وأقسامها، والنظام المالي والأكاديمي للجامعة، مرورًا بالخدمات العامة التي تقدمها كل جامعة والمنح والإعفاءات والأنظمة والقوانين انتهاءً بالمدينة الجامعية مرافق ومباني.
والمنح هي القسم الثالث، يذكر كراجة أنه يشمل المعلومات الشاملة عن المنح الدراسية المتوافرة للطلاب على الصعيدين الداخلي المحلي والخارجي، والمنح المقدمة من المؤسسات، ويليه قسم الاختبارات الشخصية للقدرات التي تساعد الطالب على تحديد ميوله لاختيار التخصص المناسب له وفقًا لمعدله وتخصصه الثانوي وقدراته المادية.
ويضيف كراجة: "أما القسم الخامس الحياة الجامعية وتفاصيل تلك المرحلة حياة ونظامًا جديدًا مختلفًا عن الحياة المدرسية، الذي سيساعد الطالب على فهم احتياجات الحياة الجامعية ونظامها التعليمي، ليسير دون عثرات، والأخير يتعلق بالدورات التدريبية، يوفر هذا القسم مجموعة كبيرة من الدورات التدريبية في مختلف المواضيع والمجالات أو المساقات الجامعية في التخصصات المختلفة".
ويطمح الطلاب الثلاثة أن يجدوا من يحتضن مشروعهم، ليتمكنوا من تطويره وإتمامه بشكل كامل ليتاح للعمل رسميًّا في قطاع غزة.
بدورها تؤكد المشرفة على المشروع م. إيمان العجرمي أهميته التي تكمن في إيجاد منصة موحدة تشمل جميع البيانات والمعلومات عن الجامعات والتخصصات والمنح، وكل ما يهم طلبة الثانوية العامة أو أي طالب يريد أن يلتحق بالدراسة الجامعية.
وتلفت إلى أنها مهمة أيضًا للجامعات نفسها، إذ توثق جميع المعلومات المقدمة من جميع الجامعات المحلية في مكان موحد ومعتمد، وبذلك يسهل على الطلبة اختيار الجامعة والتخصص المناسبين.
وتقول لصحيفة "فلسطين": "كما تقدم المنصة إمكانية التواصل مع الطلبة لإرشادهم وتوجيههم نحو الجامعة المنشودة والتخصص المناسب، بناء على ميولهم ورغباتهم، حسب إجاباتهم عن الأسئلة المطروحة عليهم".
المنصة تهدف أيضًا لجمع المعلومات الشاملة عن المرحلة الجامعية واحتياجاتها ومتطلباتها والمفاهيم والأنظمة فيها، وكل ما يخص المنح الدراسية، إضافة إلى أخبار الجامعات المحلية وكل المعلومات عنها.