شخصيا على قناعة تامة أن السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح لم يكن رفضها الثوري ضد الإمارات والبحرين لأجل القضية الفلسطينية، ولم يأت عدم اعترافها بالاتفاق الإسرائيلي الأمريكي الإماراتي البحريني لأنها ترفض التطبيع مع الاحتلال، ولم يأت في أي سياق وطني، ولكنها رفضته لأنها تخشى من شيء واحد وهو أن يكون هذا الاتفاق طريقا إلى تغيير قيادة السلطة الفلسطينية .
وأيضا لم تأت دعوة أبو مازن لعقد مجلس الأمناء العامين بين رام الله وبيروت إلا ليقول لبعض الدول العربية و الإدارة الأمريكية إنه قائد شرعي للشعب الفلسطيني بكل أطيافه وأشكاله .
والسؤال هاهنا: لماذا خصص رسالته هذه لبعض الدول العربية؟ الإجابة بكل بساطة: لأنه يعلم علم اليقين بأن دولا عربية تعمل مع الإدارة الأمريكية من أجل تغييره، وهذا ما يفسره عدم خروجه من الضفة منذ أشهر، وليس كما يدعي بسبب وباء كورونا...بل لأنه يخشى ألا يعود مرة أخرى .
كل ما ذكرته آنفا يؤكده تصريح فريدمان الذي أفزع قيادة السلطة وحركة فتح ، والذي قال فيه إن الإدارة الأمريكية تفكر باستبدال عباس بدحلان، هذا التصريح أحدث ثورة داخل أروقة السلطة وفتح وخرجت تصريحات عديدة رافضة له، تجلت في البيان الثوري الذي صدر عن اللجنة المركزية لحركة فتح التي كالت غضبها ضد فريدمان السفير الأمريكي في تل أبيب، وأيضا ضد محمد دحلان الذي وصفه البيان بأنه مطلوب للإنتربول الدولي وأنه يستخدم للتدخل في دول عربية وإقليمية ، وقال البيان إن دحلان مفصول من حركة فتح منذ عام 2011.
هذا التصريح غير المسبوق أظهر حالة الفزع والخوف لدى قيادة حركة فتح وكأنها تخشى أن يعين دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية وأن ينتقم منها لما فعلته فيه قبل سنوات .
كما أن هذا الخوف الذي يجري في أروقة حركة فتح والذي أجبرها على التقارب مع الفصائل و القوى الفلسطينية، لا نعلم إلى أين ستؤول أحداثه، ربما الأيام القادمة ستجيبنا عن هذا التساؤل الملح ؟؟