اتهمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وكتاب صحفيين آخرون رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بمحاولة استغلال الإغلاق الصحي، الذي دخل حيّز التنفيذ اليوم الجمعة، من أجل تهيئة الرأي العام لفرض إغلاق آخر نهاية العام الجاري؛ لتأجيل جلسات المحاكمة، التي من المقرر أن يخضع لها حول تهم فساد موجهة له.
ويعتقد البروفيسور الإسرائيلي يورام يوفال أن "سجن" الجمهور الإسرائيلي، الذي أصبح لا يثق برئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يحمل معه كل المخاطر الصحية والنفسية، التي ظهرت خلال الإغلاق الوطني الأول، مع عدم وجود أي تبرير جاد لمثل هذا الإجراء.
ويرى "يوفال" في مقاله الذي نشر على موقع "واي نت" العبري، اليوم الجمعة بعنوان: "إغلاق نتنياهو خدعة خطيرة"، أن هذا القرار جاء نتيجة الفشل الذريع لمحاولات الحكومة التصدي للوباء، واصفا إياها بأنها بروفة تمهد للإغلاق الثالث، المتوقع في شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بالتزامن مع الموعد المقرر لبدء جلسات محاكمة نتنياهو بتهم فساد.
وتساءل ساخرا: هل يمكن لرئيس الوزراء أن يشرح لنا "كيف تمكنت (إسرائيل) الدولة الناشئة، وموطن التقنيات المتقدمة، وأحد أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم، من الصعود إلى قمة القائمة العالمية لمعدلات الإصابة للفرد؟
وخاطب الكاتب نتنياهو: كيف أسقط الفيروس البلاد تحت قيادتك الراسخة، بينما تعافى بقية العالم، وأعاد فتح اقتصاداتهم ومضوا قدما؟
وبيّن "يوفال" أن حكومة الاحتلال هي الوحيدة التي أعادت فرض الإغلاق، الذي من المقرر أن يكلف الدولة حوالي 20 مليار شيكل ، والتسبب في تعطل نصف مليون جديد عن العمل.
وأكد أن هذا الاغلاق ستكون نتائجه قاتمة ليس فقط بالنسبة "لإسرائيل" ، ولكن بالنسبة لنتنياهو وبقية فترة ولايته.
وذهب يوفال إلى أن نتنياهو استغل التباعد الاجتماعي خلال الأيام الأولى من الإغلاق الأول، كذريعة لتأجيل محاكمة الفساد الخاصة به لمدة 6 أشهر.
وحذر من الأضرار الصحية والنفسية الناجمة عن الإغلاق، مطالبا الجيش بتولي مسؤولية التعامل مع المرض، وإلغاء قيود السفر، لافتا إلى ارتفاع ملحوظ في حوادث العنف المنزلي خلال الإغلاق الأول، بالإضافة إلى القلق والاكتئاب وزيادة الوزن والإحجام عن طلب العلاج الطبي المنقذ للحياة.
وفي الشأن ذاته، قالت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها، اليوم الجمعة، والتي جاءت بعنوان: "نتنياهو .. تنحى حتى نحظى بعام جيد": يمكن أن يُفهم الإغلاق الذي سيتم فرضه على الإسرائيليين من نواحٍ عديدة على أنه استعارة للعام الماضي. مشيرة إلى أنه كان عامًا محبطا، هيمن عليه جائحة فيروس "كورونا"، الذي أجبر العالم بأسره على الإغلاق.
ونوهت الصحيفة إلى أن "إسرائيل" هي الوحيدة في العالم التي تفرض إغلاقًا ثانيًا على مستوى البلاد، عشية رأس السنة اليهودية الجديدة، حيث سيتم وضع الإسرائيليين مرة أخرى تحت قيود قاسية من شأنها أن تعطل سبل عيشهم وطريقة حياتهم وصحتهم العقلية.
وحملت الصحيفة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية عن ذلك، والذي فشل في إدارة أزمة فيروس "كورونا"، بسبب الافتقار إلى الاحتراف والقيود السياسية المرتبطة بوضعه القانوني.
وأضافت: "لا يمكن فصل بؤس العام المنصرم عن حقيقة أن الدولة يقودها رجل متهم بارتكاب جرائم لكنه يرفض التصرف كرجل نبيل واحترام القواعد الأساسية للديمقراطية، بدلاً من الاستقالة وترك عجلات العدالة تدور بحرية على حد وصف الصحيفة".
وحذرت الصحيفة من أن نتنياهو أعلن الحرب على كل عنصر من عناصر تطبيق القانون في "إسرائيل" من الشرطة والنيابة والمدعي العام وصولاً إلى القضاة، وتسبب في إصابة الأساس الذي تقوم عليه كل دولة عاملة بشكل قاتل.
وأضافت: "كان لتهوره تداعيات خطيرةعلى نسيج الحياة الإسرائيلي، الهش أصلاً والذي تمزق بسبب التحريض والاستقطاب اللذين أثارهما".
وتفرض حكومة الاحتلال حجرا صحيا تاما، يبدأ ظهر اليوم الجمعة ويستمر 3 أسابيع؛ لمحاربة تفشي فيروس "كورونا"، وفي محاولة للتخفيف من عواقب موجة إصابات ثانية.
وكانت حكومة الاحتلال قد فرضت إغلاقا في أواخر شهر آذار/مارس الماضي، استمر نحو 4 أسابيع؛ للحد من انتشار فيروس "كورونا".