هنيئًا للإمارات توقيع اتفاق (أبراهام) في البيت الأبيض تحت رعاية الأب دونالد ترامب! وهنيئا لمملكة البحرين أيضا اتفاقها مع دولة الاحتلال، دولة (إسرائيل). من الآن فصاعدا لن تستخدم الإمارات أو البحرين اصطلاح دولة الاحتلال التوجيهات الرسمية تحظر هذا الاصطلاح، وعلى جهات الاختصاص تنقية كتب المدارس من أي شيء يحمل عداوة للسامية! وبالطبع كان أول من أمس لقاء مباشر بين مذيعي نشرات الأخبار في الدول الثلاث، وكانت كلمة شالوم الوسط المشترك بينهم.
بنود الاتفاق التي أعلن عنها في واشنطن تتحدث عن تبادل السفراء، وإقامة علاقات دبلوماسية، واحترام سيادة كل طرف للآخر، ومنع الأعمال المعادية، وتوقيع اتفاق تعاون في التجارة والسياحة والطيران. هذه البنود هي عينها في اتفاق البحرين. وقد لاحظ المراقبون أن الاتفاق لا يتضمن ذكر فلسطين البتة، ولا يتضمن أدنى إشارة لوقف ضم أجزاء من الضفة للسيادة الإسرائيلية.
بنود الاتفاق المعلنة تعني أن الاتفاق هو اتفاق تطبيع، ولا تجدر تسميته اتفاق سلام لأن الإمارات والبحرين لم تكونا في حالة (عداء وحرب مع إسرائيل)، وليس بينها حدود مشتركة كالأردن مثلا.
لماذا لا ذكر لمسألة وقف الضم؟! الجواب بسيط: لأن الطرفين لم يتفقا على وقف الضم، ربما هو أمر معلق لأجل، وربما هو خارج النقاش في هذه الفترة، لحين حدوث وقت مناسب. أي أن هذا الاتفاق لم يضع حلا جذريا لمسألة الضم. ولا أظن أن هناك فرصة للمطبعين للقيام بهذا العمل، لأن أساس التطبيع هو سلام مقابل سلام، لا سلام مقابل الأرض.
نعم، خسرنا نحن في فلسطين ما خسرنا بخروج الإمارات والبحرين عن المبادرة العربية، ولكن ما خسرناه لا يضرنا بشكل مباشر إذا اعتمدنا قضية التحرير وإزالة العدوان أساسا لما نحن مقبلون عليه. التحرير لا يحتاج لمقاتلين عرب من أي دولة عربية، بل يحتاج إلى مقاتلين فلسطينيين، يؤمنون بالله، وبأن جنده هم الغالبون.
في دول الخليج المواطنون على قسمين: قسم رافض للتطبيع، وقسم مؤيد له بحسب سياسة الحكومة. وفلسطين وهي تنتقد الاتفاق، أعربت عن أنها تحترم الشعوب، وهي لن تذهب لصراع مع الحكومات أيضا. ومن المؤكد أنه من المبكر أن تقف الدول والشعوب خلف فلسطين في عملية إزالة العدوان والاحتلال، وقفة رجل المقاومة الغيور على دينه ووطنه وعروبته. كيف يأتي هذا اليوم؟! الجواب بأعمالنا، لا بخصوماتنا مع الآخرين.