ولحقت البحرين بقافلة التطبيع. البحرين بعد الإمارات. الدولة الثالثة على الطريق. مسألة وقت وتعلن وسائل الإعلام اسمها. قطار المطبعين يزعم أمرين : التمسك بحل الدولتين. والثاني تمسكهم بالحقوق الفلسطينية. ليس صحيحا. الدول الصغيرة تمهد الأرض للدول الكبيرة. الدول الكبيرة أيدت عمل الدول الصغيرة في اجتماع الجامعة العربية الأخير.
هل تحتاج البحرين (إسرائيل) في مجال الاقتصاد، أو الأمن، أو الدفاع؟! يقول أهل العلم البحرين دولة صغيرة، قليلة السكان، ولا حاجة لها بدولة (إسرائيل)، لا في الاقتصاد ولا في الأمن، ولا في الدفاع. البحرين ربما تحتاج أميركا كدولة عظمى حاكمة، ولها قوات في الخليج، واقتصاد الخليج في حاجة للدولار الأميركي. وعلاقة البحرين بالبيت الأبيض علاقة قديمة وشاملة، وقد عاشت البحرين مع أميركا دون علاقة لها مع (إسرائيل)، أي لا يوجد ترابط حتمي بين هذه العلاقات.
إنه إذا انتفت مصالح البحرين في الاتفاق من حيث الاقتصاد والتجارة والأمن والدفاع، فإننا لا نستطيع نفي مصالح (إسرائيل) في الاتفاق، لا من حيث التجارة والاقتصاد، ولا من حيث الحصول على موطئ قدم في الخليج، والأهم من ذلك الحصول على اعتراف عربي بحقها في فلسطين المحتلة، وفي ضم القدس، وغدا بسكوتها عن ضم أجزاء من الضفة.
إن أي اتفاق تطبيع مع أي دولة عربية هو اتفاق إسرائيلي، أو قل هو اتفاق يخدم مصالح (إسرائيل) في مجالات مختلفة، وكل ما يخدم (إسرائيل) يضر ضررا بالغا بفلسطين وبحقوق الشعب الفلسطيني، ويساعد الاحتلال على البقاء. ومن هنا اعترض عباس على الإمارات والبحرين، وسحب السفراء، مع أنه سبقهم هو للتطبيع مع (إسرائيل) وكان عمله فتح لباب التطبيع الذي لن يغلق بالبحرين؟!مؤسف؟!
اطلق اجتماع الجامعة العربية الأخير رصاصة الموت الرحيم في قلب الجامعة العربية، وبالتحديد في موقفها المدافع عن القضية الفلسطينية. الجامعة لم تعد حصنا لفلسطين، كما لم تعد دبي والمنامة حصنا لهم. وسواء انسحبت فلسطين من الجامعة، أو بقيت فيها بقاء المتفرج على الأحداث فإن هذا لا يغير الواقع القائم، ولن يغير ما هو قادم.
وإذا أرادت القيادة الفلسطينية أن تتقدم نحو أهداف الشعب الفلسطيني الحقيقية فعليها أن تقفز عن الجامعة وبعض العواصم قفز الفرس الأصيل عن الحواجز، وعليها تغيير سياستها باتجاه تفعيل مقاومة شعبية وغير شعبية للشعب الفلسطيني.