فلسطين أون لاين

انشغال إسرائيلي بتطورات المنطقة: قريباً وبعيداً

فيما تزداد التهديدات الأمنية المحيطة بدولة الاحتلال، يستعد قائد جيشها أفيف كوخافي لصياغة التقييمات العسكرية للعمليات التي ستؤثر على إسرائيل العام المقبل، سواء إيران والشرق الأوسط بأسره، أو انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد، الذي سيكون لهويته آثار بعيدة المدى على إسرائيل.

كوخافي قام بتلخيص التقييم الاستراتيجي السنوي للجيش، وسيقدمه قريبا للمستوى السياسي، بعد أن شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة مناقشات في هيئة الأركان على خلفية اليقظة الحاصلة في الجبهة الشمالية، في ظل الاستعداد لاحتمال أن يحاول حزب الله تنفيذ هجوم وقتل جندي.

وقد سارع الجيش الإسرائيلي في بث رسائل الطمأنة والتوضيح أن هذا ليس توتراً كبيراً، والافتراض أن سلوك الحزب ينطوي على احتمالية التصعيد، لكنه ليس سلوكاً يتطلب دخول المستوطنين إلى الملاجئ.

أما في القطاع الجنوبي، فيقدر الجيش أن حماس اختارت استخدام البالونات الحارقة في جولة التصعيد الأخيرة، وفي بعض الحالات أطلقت صواريخ، رغبة بعدم استدراج رد كبير من الجيش الإسرائيلي، وبحسب الوضع، فإن الجيش الإسرائيلي يعتبر الفترة الأخيرة مستقرة، حيث سُمح للمستوطنين بالتنقل بالقرب من حدود قطاع غزة والضفة الغربية.

يتضمن تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع العام المعطيات اللازمة للمستوى السياسي، خاصة تداعيات وفرص التطبيع مع دول الخليج، لأن هذه الاتفاقيات، وفقًا لتقييم الجيش الإسرائيلي، زادت من الأجواء السلبية داخل السلطة الفلسطينية بشكل عام، رغم تراجع تطبيق خطة الضم على ما يبدو من الطاولة السياسية، مع العلم أن أوساط الجيش تؤكد أنها ترى في الاتفاق مع دول الخليج فرصًا أكثر من كونها مخاطر.

ينتقل التقييم العسكري الإسرائيلي إلى مراقبة الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، لأنها قد تغير سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة في إيران وسوريا والعراق، وتقدر أن النتائج ستكون لها عواقب بعيدة المدى ، بما في ذلك التغييرات الدراماتيكية التي تؤثر على إسرائيل، كما أثار قرار الولايات المتحدة برفع حظر الأسلحة المفروض على قبرص ردود فعل قاسية من تركيا، وقد يدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

يرى الجيش الإسرائيلي في انتصار المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن مؤشرا لتقويض العلاقات المصرية الليبية، وحتى تغيير وجه السلوك الروسي في سوريا، وحذرت أوساطه أن أي تغيير في النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة قد يترك إسرائيل بدون قطر، التي تعمل كوسيط مع حماس، وتمول التهدئة في قطاع غزة.

بجانب الحدود الشمالية والجنوبية، والتغييرات المتوقعة في البيت الأبيض، تظل إيران أولوية قصوى للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فإيران في هذه المرحلة لم تستجب لدعوات الولايات المتحدة لإجراء محادثات، والآمال فيها معلقة في انتخاب بايدن رئيسًا، وتسهيل المفاوضات، وفي حال انتخاب ترامب لولاية ثانية، فسيواصل عقوباته عليها خلال 4 سنوات.