فلسطين أون لاين

"في منتصف الطريق".. كورونا يعرقل مخططات غزيين

...
غزة -هدى الدلو

حلت أزمة كورونا لتقطع على كثيرين الطريق وتعرقل عجلة حياتهم، فأوقفت بعضًا في منتصفه، حيث لم يتمكنوا من أن يخطوا خطوة جديدة للأمام، أو العودة إلى الخلف لتلافي بعض الأضرار، فأفسدت عليهم مخططاتهم الحياتية.

على أحر من الجمر كانت تنتظر الشابة أسماء المدهون (25 عامًا) الخطوة التي تبشر بها بنجاح عملية الزراعة ليرزقها الله أطفالًا يؤنسون وحدتها بعد انتظار دام خمس سنوات، ولكن أبت كورونا أن تتم فرحتها بعد أن خطت العديد من الخطوات.

تقول لصحيفة "فلسطين": "في منتصف الشهر الماضي ذهبت إلى أحد المركز الخاصة بزراعة أطفال الأنابيب، وبدأت الإجراءات اللازمة قبل العملية من علاجات وغيرها، والمفترض أن أكمل بخطوات متتالية دون انقطاع، ولكن جاءت كورونا لتكون كابوسًا وثقلًا على صدري فلم أتمكن من مشواري".

وتشير إلى أن الأمر لم يتوقف عند ذلك البعد النفسي بل أيضًا تعداه إلى المادي، فخسرت ما قدره 300 دولار، فبعد انتهاء أزمة كورونا ستضطر إلى البدء من جديد.

أما الشابة آية المتربيعي فقبل مدة من الحجر المنزلي كان مقررًا أن تعمل على النسخة الثانية من فيلمها الوثائقي الجديد "أورانوس"، تقول: "كنت محظوظة أني حصلت على تمويل خاص لإنتاجه من مركز الإعلام المجتمعي، منحة لإنتاج أفلام وثائقية فردية، لعرضها ضمن مهرجان أفلام الشباب وحقوق الإنسان التاسع، الذي يفترض أن يقام في الشهر الجاري".

وتوضح أنه حتى اللحظة إنتاج الفيلم وتطوير النسخة الأولى متوقفان حتى تبدى اللجنة رأيها، وأزمة كورونا حالت دون اجتماعها، ما جعلها تعيش في حالة توتر تفسد الشغف الداخلي تجاه صناعة الأفلام.

وبعد تخطيط طويل قرر الشاب حازم الزمر افتتاح مشروع فني خاص بالأشغال اليدوية بعدما يأس من الحصول على فرصة عمل لها علاقة بشهادته الجامعية، وعول عليه كثيرًا لمساعدته مع سوء الأوضاع الاقتصادية.

ويبين أنه كان يخطط أن يعتمد على هذا المشروع في استقراره المالي، ويلبي شغفه، خاصة أنه على علاقة بتخصصه الجامعي الفنون.

أما الطالبة الجامعية نورا أبو موسى فقد طبعت خطتها الدراسية الخاصة برسالة الماجستير ووزعتها على المشرفين والمناقشين، لمناقشتها واعتمادها ثم البدء في إعداد الرسالة.

الأمر الذي أثر على نفسيتها وأتعبها، فكان بإمكانها أن تستثمر تلك المدة على الأقل في تجميع المعلومات التي تحتاج لها في الرسالة، والآن تعيش حالة ترقب لانتهاء حظر التجوال وتعود الحياة إلى طبيعتها.

أما الشاب عادل قشطة فاتفق مع صديقه على افتتاح مشروع خاص بهما، وقد رتبا أمورهما على ذلك، ولكن الظروف القائمة في القطاع حاليًّا تحول دون ذلك، يقول: "فكرنا في فتح مزرعة دجاج أو (سوبر ماركت)، ولكن اليوم المحال المفتوحة تغلق لمنع انتشاء وباء كورونا".

ويلفت إلى أن هذا التأخير ليس بمصلحتهما، إذ يزداد وضعهما سوءًا، خاصة أن الحركة أصبحت للضرورة، مضيفًا: "صحيح أن الإجراءات الوقائية لصحتنا وتصب في مصلحتنا، لكنها قيدتنا، فالمفترض أن نذهب لمشاهدة البضاعة، وغيرها من الأمور، ولكن التنقل بين محافظات القطاع أمر صعب، ويحتاج لتنسيق".

ويكمل قشطة: "الوضع المتأزم يضع عراقيل أمام الشباب في حياتهم، هذا إلى جانب العديد من العقبات التي تواجههم من بطالة وفقر وغيرهما، ما يؤثر على نفسيتنا سلبًا، ويجعلنا بحاجة لوقت لكي نستعيد نشاطنا".

 وأنت -عزيزي القارئ- هل كنت تخطط لشيء وكورونا حالت دون تنفيذه؟