فلسطين أون لاين

دول تحمي اتفاق التطبيع وتحتفل به

يقال إن الدول التي اصطفت معًا في وجه إدانة اتفاق (الإمارات إسرائيل) لخروجه على المبادرة العربية التي أجمعت عليها دول الجامعة العربية حين أعلنها الملك عبد الله الراحل عندما كان ولي عهد المملكة السعودية، هي: الإمارات، والسعودية، والبحرين، ومصر، والأردن، والسودان، والمغرب، في حين وقفت دول أخرى موقفًا محايدًا؟!

ويقال إن ممثل فلسطين في الجامعة هدد بالانسحاب منها، فتم حلّ الأزمة بصيغة: الجامعة تؤكد تمسكها بالمبادرة العربية. انتهت أزمة بيان الجامعة بصيغة تحفظ ماء الوجه، ولكن أزمة الثقة بالجامعة، وبدور الدول تعمقت جدًّا، وربما هذ ما يفسر لجوء عباس للفصائل، ولاجتماع الأمناء العامين.

إنه وبغض النظر عن هذه، فإنه يمكن القول: إن حالة من اليأس تنتاب رئيس السلطة، وهو يرى انهيار رهاناته على المبادرة العربية للسلام، وانهيار رهاناته على الدول العربية الكبيرة! ماذا يفعل عباس وقد أيدت كل من السعودية، ومصر والأردن والسودان والمغرب موقف الإمارات، وحمتها من الإدانة؟!

ماذ يفعل عباس، أليس في موقف الدول هذه إسقاط غير مباشر للمبادرة العربية للسلام؟! ثم أليس في هذا فتح عربي جماعي لأبواب التطبيع مع (إسرائيل) دون خوف من الجامعة، أو من الموقف الفلسطيني، ودون تحفظ؟! أليس في هذا تنازل عربي عن عروبة القدس، وإسلامية الأقصى إداريًّا؟! أليس في هذا إعلان عربي عن التنازل عن حقوق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم؟! أليس في هذا تخلٍّ عربي عن الجولان السوري؟!

سياسة عباس الماضية، تشبه المثل القائل صام وصام ثم أفطر على بصلة؟! نعم انتظر عباس العرب طويلًا، فلم تصل العرب إلى القدس أو رام الله، ووصلت (إسرائيل) إلى دبي والمنامة، وعواصم العرب الرئيسة!

ماذا على عباس كرأس هرم السلطة وفتح أن يفعل الآن، والحقيقة المرة تكفحه، وتهيل التراب على سياسته؟! ماذا يفعل وربما يكون القادم أسوأ؟! وربما تحضر جميع الدول المذكورة آنفا احتفال البيت الأبيض بتوقيع اتفاق الإمارات (إسرائيل)، واتفاق البحرين (إسرائيل)؟! نعم اتفاق البحرين أيضا؟! هل يقف عباس يعض أصابعه، أم يذهب لمراجعة سياسته وتغييرها باعتماد سياسة جامعة للفصائل، وتعتمد كل أشكال المقاومة لتحقيق هدف إزالة الاحتلال. دور العرب لم يكن إيجابيًّا مبدئيًّا منذ هزيمة ١٩٦٧م وربما قبل ذلك، ولن يعود إيجابيًّا، وهم كما تقول بعض الدراسات الذين سهلوا قيام دولة (إسرائيل) وتطورها؟! واليوم هم يستخدمون القضية الفلسطينية لمصالحهم في البيت الأبيض وفي عواصم عالمية أخرى.