فلسطين أون لاين

تقرير هل تنسحب السلطة من الجامعة العربية ردًّا على رفض إدانة التطبيع؟

...
غزة/ نور الدين صالح:

يبدو أن جامعة الدول العربية بدأت تتخذ منحًى خطرًا يضر بالقضية الفلسطينية، من خلال تأييدها التطبيع العربي مع الاحتلال، وذلك في أعقاب رفضها إصدار بيان لوزارة خارجية العرب يدين التطبيع مع (إسرائيل)، وهو ما يتطلب تحركاً فلسطينياً تجاه تلك الخطوة.

وأسقطت الدول العربية مشروع قرار قدمته السلطة الفلسطينية في اجتماع جامعة الدول العربية، أول من أمس، على مستوى وزراء الخارجية يُدين اتفاق التطبيع بين الإمارات و(إسرائيل).

وبحسب مصادر دبلوماسية فلسطينية فإن الإمارات عملت جاهدة بالتعاون مع الدول العربية الداعمة لاتفاق التحالف الإماراتي - الإسرائيلي، مثل السعودية والبحرين ومصر، على إسقاط مشروع القرار، رغم التخفيف من حدة اللهجة الفلسطينية.

ويفتح هذا الرفض من الجامعة العربية، تساؤلاً مهماً حول الخطوات التي قد تتخذها السلطة رداً على القرار، وما هي السيناريوهات المتوقعة لعلاقتها مع الدول الرافضة خلال الفترة القادمة؟

محللان سياسيان استبعدا أن تُقدم السلطة على خطوات تصل لانسحابها من جامعة الدول العربية أو القطيعة مع الدول الرافضة للقرار.

الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض، رأى أن الفلسطينيين يستطيعون استغلال هذه السقطة من الجامعة العربية وتحويلها إلى فرصة عملية من خلال ترميم البيت الفلسطيني والعودة لمنظمة التحرير وتعظيم دورها.

وأكد عوض خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، ضرورة إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة في الوقت الراهن، والاشتباك مع الاحتلال، إضافة لتحديد العلاقة مع بعض الأنظمة العربية، خاصة التي خذلت الشعب الفلسطيني.

وشدد على ضرورة أن "تستغل السلطة علاقاتها مع بعض الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، كي تُثبت للعالم أجمع وبعض الدول العربية والإسلامية أنها ليست وحدها تواجه الاحتلال".

واستبعد عوض أن تنسحب السلطة من الجامعة العربية "ليس من مصلحتها الانسحاب، لأنها ستفتح المجال أمام التوجه نحو التطبيع مع الاحتلال".

ورأى أنه "يجب منع هرولة الدول العربية نحو التطبيع، وإبداء الفلسطينيين رأيهم في القضايا العربية"، مضيفاً "أحد أسباب وجود الجامعة العربية القضية الفلسطينية، ورغم أنها لم تفعل كثيراً لها، لكن يجب البقاء فيها، فنحن لا نبيع أنفسنا لأي دولة عربية أو إقليمية ولا للاحتلال".

وهذا ما         ذهب إليه المحلل السياسي هاني حبيب، حيث أكد أن الخطوات تكون داخلية فلسطينية وتقوية الوضع الفلسطيني والخروج من الأزمات الداخلية، وتقوية العلاقات مع بعض الشعوب العربية الصديقة.

وقال حبيب خلال حديثه مع "فلسطين"، إنه "من المبكر الوصول لهذا الحد، لأن هناك بعض الدول العربية التي لا تزال تؤيد القضية الفلسطينية، ولا يجب التسرع باتخاذ خطوات من شأنها أن تزيد الأمور تعقيداً وتشجع أطرافاً إضافية للتخلي عن القضية".

واستبعد أن تصل خطوات السلطة لحد القطيعة مع دول عربية رفضت إدانة التطبيع، مضيفاً "يجب أن يكون هناك تشاور فلسطيني مع دول عربية مساندة للقضية الفلسطينية".

وعدّ رفض الإدانة "ليس سقوطاً للمشروع الفلسطيني، بقدر ما هو سقوط للجامعة العربية باعتبارها الجامعة التي كان من شأنها أن تجتمع حولها القضية الفلسطينية".

وتابع "عندما تخلت الجامعة العربية عن قضيتها المركزية فهذا يعني سقوطها سيّما أنها باتت تعبر أكثر من أي وقت مضى عن مصالح القيادات والأنظمة في إدارة الظهر لمصالح شعوب عربية وفي طليعتها الشعب الفلسطيني".

ووصف الإدانة "شكلاً من أشكال النعي لهذه المنظمة التي أنشئت من أجل الحفاظ على المصالح العربية لتصبح أداة من أدوات التطبيع مع دولة الاحتلال، الأمر الذي يشكل تشجيعاً لدول وأنظمة أخرى من أجل عقد صفقات تطبيع تلتحق بدولة الإمارات".

المصدر / فلسطين أون لاين