هناك اعتقاد شائع بأنه إذا شربت الماء أثناء الوجبات، فإنك ستكون عرضة لزيادة الوزن، لكن ما الحقيقة؟
الجواب من أستاذة التغذية بجامعة سو سان بابلو، تيريزا بارتيارويو سيديل، التي تشير إلى أنه "نظرا لأن الماء خال من السعرات الحرارية فإنه لا يتسبب في زيادة الوزن. وفي الواقع، يعد شرب الماء أثناء الأكل مشبعا ويجعلنا نتناول كميات أقل من الأطعمة الأخرى التي قد تكون أقل صحة".
وقالت الكاتبة أنا كاييخو مورا، في التقرير الذي نشرته مجلة "كويداتي بلوس" الإسبانية، إنه بحسب بارتيارويو، "فإن ميزة شرب الماء، بدلا من أي نوع آخر من المشروبات، أثناء تناول الطعام تتمثل في خُلوه من السعرات الحرارية".
وتفسر الكاتبة أنه عند السؤال عن مقدار الماء الذي يجب شربه أثناء الوجبة أو في نهاية اليوم، أجابت برتيارويو أنه لا يمكن تحديد الكمية المطلوبة بالضبط، حيث يعتمد ذلك على العديد من العوامل، بما في ذلك الطقس وكمية النشاط البدني الذي يقوم به الشخص والعمر وحتى الحالة الفسيولوجية لشخص معين.
ومع ذلك، "تقدر كمية السوائل اليومية الموصى بها للنساء بحوالي 11 كوبا من الماء، وبالنسبة للرجال حوالي 13 كوبا".
وقالت سيديل إن الماء هو العنصر الغذائي الذي يعتمد عليه الجسم بشكل تام، وتضيف أن هناك مجموعة متنوعة من المشروبات التي لا تحتوي تركيبتها على السكر، وبالتالي، يمكن أن تكون خيارا مثيرا للاهتمام لاستبدالها بالماء، شريطة أن يتم استهلاكها بكميات معتدلة.
ومن أجل ضمان الأداء الصحيح للكائن الحي، من الضروري أن يكون حجم وتوزيع الماء داخل وخارج الخلية ثابتا، إذ إن التغييرات في سوائل الجسم يمكن أن تسبب تغيرات مرضية كبيرة. لذلك، فإن التوازن المائي الصحيح ضروري لضمان حالة صحية جيدة.
مصادر مختلفة
وتوضح الخبيرة أنه يمكن أن تتأتى المياه التي نستهلكها من مصادر مختلفة، خارجية بشكل أساسي، أي من المياه التي نشربها في شكل سوائل (80%) ومن تلك الموجودة في الطعام (20%).
وتضيف أن المحتوى المائي للغذاء متغير بدرجة كبيرة، ولكن بشكل عام، يمكن القول إن الماء غير موجود عمليا في السكريات والزيوت، ومنخفض في الحبوب ومشتقاتها والبقوليات ومرتفع في اللحوم والأسماك، وفي الفواكه والخضروات.
كما تشدد الخبيرة على أن "الماء هو الخيار المثالي عندما يتعلق الأمر بالترطيب. ومع ذلك، فإن جميع السوائل، بما في ذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي، أو المياه المنكهة، تساهم أيضا في زيادة شرب الماء".
وتضيف الكاتبة أنه من العادات الشائعة بين الآباء أن العديد منهم يقدمون الحليب لأطفالهم بغض النظر عن سنهم ليشربوه أثناء العشاء، لكن هل يعد ذلك جيدا؟
تعليقا على ذلك، تشير الخبيرة بارتيارويو إلى أن "الحليب يساهم في استهلاك الماء. وبالإضافة إلى توفير الكالسيوم الضروري للنمو السليم للجسم، يعد الحليب أحد المصادر الغذائية الرئيسية للكالسيوم المتوفر بيولوجيا".
الهضم
يساعد الماء أيضا على هضم الطعام، حيث إنه مكون أساسي لجميع أنسجة الجسم من الناحية الفسيولوجية والاستقلابية والهيكلية.
ومن بين الوظائف الأخرى، يعد الماء عنصرا ضروريا في العمليات الفسيولوجية للهضم والامتصاص والإفراز، لأنه وسيلة نقل جيدة للعديد من المواد، وكذلك للتخلص من المواد السامة.