فلسطين أون لاين

تقرير الاستقبال المهيب لهنية في "عين الحلوة".. رسائل تقدير من اللاجئين تجاه حماس

...
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" (أرشيف)
بيروت-غزة/ محمد أبو شحمة:

في مشهد مهيب وتاريخي، استقبل الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة في لبنان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، محمولًا على الأكتاف، وسط نثر الأرز والورد عليه من النساء والأطفال الموجودين على أسطح المنازل المتهالكة.

وغلب على لقاء هنية باللاجئين في المخيم العفوية، حيث خرج الكثير من اللاجئين من بيوتهم، وجلس آخرون فوق الأسطح بانتظار الترحيب بالزائر، مع رفع صوره مرفقة بمقتطفات من أقواله الشهيرة وأبرزها "لن نعترف بإسرائيل".

ويعكس الاستقبال الحاشد لهنية في هذا المخيم، تقدير اللاجئين لهنية ولحركة حماس التي لا تتوقف عن تأكيد الثوابت الفلسطينية وأهمها حق العودة إلى فلسطين.

وتعد مثل هذه الزيارة لهنية الأرفع لمسؤول فلسطيني منذ سنوات لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وخصص هنية مليون دولار أمريكي، لإغاثة اللاجئين والتجمعات الفلسطينية في لبنان، في الوقت الذي يواصل فيه قائد "حماس" مساعيه مع الدول والجهات الخيِّرة من أجل التخفيف عن اللاجئين في لبنان، والوقوف إلى جانبهم لمواجهة الأزمة التي يمرون بها.

ويعيش نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني، في لبنان، بحسب بيانات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في ظل ظروف إنسانية صعبة.

الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أكد أن الاستقبال المهيب لهنية، من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يدلل على الالتفاف الكبير حول الرجل وحركة حماس من اللاجئين.

وقال الصواف في حديثه لـ"فلسطين": "كذلك يدلل هذا الاستقبال عن عمق المحبة من الشعب الفلسطيني في الخارج لحركة حماس، وتقديرًا للجهود التي تبذلها الحركة على مستوى التمسك بحق العودة وحرصها على اللاجئين".

وأضاف: "يعكس استقبال هنية بهذا المشهد بأن الشعب الفلسطيني يلتف حول المقاومة ويقدرها، كما أنهم مع من يحمل هم العودة".

وحول تخصيص هنية مبلغًا ماليًّا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أوضح، أن ما قدمته "حماس" للاجئين يعد تعبيرًا رمزيًّا من قبلها تجاه اللاجئين، وتأكيدًا أنها ليست لغزة أو الضفة الغربية وإنما للكل الفلسطيني أينما وجد.

المحلل السياسي، وسام عفيفة، أكد أن الحفاوة التي استقبل بها هنية من اللاجئين في لبنان، تعد رسالة من قبلهم للجميع بأنهم يقدرون المقاومة وبرنامجها، رغم انسداد الأفق، والضغط الذي يعيشونه في المخيمات، وأزماتهم غير المحدودة.

وقال عفيفة في حديثه لـ"فلسطين": "هذا الاستقبال يعني أن اللاجئين يبحثون عن بارقة أمل بالتحرير والعودة، ويجدون في قادة المقاومة بأنها الأمل لتحقيق ذلك، وتفكيك أزماتهم الحالية".

وأضاف عفيفة: "لهذا الاستقبال المهيب دلالات مهمة في ناحية الفراغ الذي ترك بالمخيمات بعد انكماش وتغيير دور منظمة التحرير التي كانت تشكل مظلة ودورًا أساسيًّا ورئيسًا لمتابعة القضايا الفلسطينية".

وأوضح أن حركة حماس مضطرة لتعيد تقييم برامجها المتعلقة في الساحات وتحديدًا في لبنان، لذا ستشكل هذه الزيارة منعطفًا مهمًّا في تعاطي حماس مع الشأن الفلسطيني في لبنان.