فلسطين أون لاين

ثلاثة سيناريوهات أمام المشهد الفلسطيني.. ورهان على تدخل إقليمي

​ما هي خيارات حماس أمام أدوات التشديد على غزة؟

...
أسرة بخانيونس تعد الخبز على النار إثر انقطاع الكهرباء أمس (أ ف ب)
غزة - يحيى اليعقوبي

أمام حالة سياسية ومرحلة، يعدها مراقبون، فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، يقف المشهد الفلسطيني الداخلي أمام ثلاثة سيناريوهات، تتأثر جميعها بأطراف إقليمية ودولية فاعلة، وتتراوح تلك الخيارات-كما يراها مراقبون-بين إبقاء الوضع السياسي على حالته الأخيرة من جانب، وفشل المحادثات المرتقبة بين حركتي "فتح" و "حماس"، من جانب آخر.

ويطرح أستاذا العلوم السياسية بالجامعتين الإسلامية بغزة وبيرزيت وليد المدلل وجهاد حرب سيناريوهين لمآلات السياسة الفلسطينية الداخلية المتعثرة، الأول الإبقاء على حالة التضييق على "حماس" بعدم تراجع رئيس السلطة محمود عباس عن استقطاعات رواتب موظفيه، وبالتالي تسير الأمور بالحد الأدنى من احتياجات القطاع.

السيناريو الأقرب

فيما يذهب حرب والمدلل إلى أن السيناريو الثاني متمثل بفشل المحادثات أقرب إلى التحقق، وقد يفتح ذلك المجال أمام تدخل أطراف إقليمية كتركيا وقطر مرة أخرى لتقديم مبادرة لحل مشكلة الموظفين ولو جزئيا، للحفاظ على حالة الهدوء في غزة.

واشترطت حركة "حماس" على لسان عضو مكتبها السياسي د. خليل الحية، في مؤتمر صحفي أول من أمس، ثلاثة شروط أساسية "تمثل عقداً أخلاقياً ووطنياً على فتح تنفيذها قبل عقد أي لقاء مشترك".

وتتمثل الشروط الثلاثة في إلغاء كافة الضرائب المفروضة على وقود محطة توليد الكهرباء، وإعادة الرواتب المخصومة عن موظفي السلطة، ورفع الخصومات عن مستحقات أسر الشهداء والجرحى والشؤون الاجتماعية.

ويرى المدلل أن ثمة احتمالا ثالثا "ضعيف الحدوث، بتضافر مجموعة من العوامل واللاعبين الإقليميين بالضغط على القطاع وحدوث انفجار يؤدي لتدهور الوضع الأمني واندلاع مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي"، مستدركاً بأن الأخير غير معني في المنظور القريب بانفجار "برميل البارود"، في إشارة إلى غزة.

ويتفق المحلل السياسي حسام الدجني مع سابقيه، في الخيار الأول والثاني، مشيراً إلى أن فشل الحوار قد يدفع رئيس السلطة إلى إعلان غزة "إقليماً متمرداً، مما يجعل القطاع أمام خيارات مؤلمة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي".

ويعتقد الدجني، أن نتائج هذه الخطوة "تجريم حركة حماس إقليميا ودوليا، ووقف المصارف والتحويلات المالية إليها وتجميد أموالها في الدول العربية"، لافتاً إلى الهدف من ذلك "دفع أهالي القطاع إلى الانفجار بوجه حماس، أو طلب قوات دولية للتدخل الأمر الذي قد ينتج عنه حرب تنعكس على مستقبل القضية الفلسطينية في غزة والضفة والشتات".

ومن وجهة نظر المحلل السياسي، فإن استراتيجية صناعة الأزمات التي يمارسها "عباس" قد تكون جزءاً من توجهات الإدارة الأمريكية لحل إقليمي للقضية الفلسطينية، سيما وأن تلك الضغوطات تسبق اللقاء المرتقب لرئيس السلطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

خيارات "حماس"

وفي ضوء ذلك، تبدو خيارات "حماس" قوية بمواجهة تسلط عباس على غزة، إذ ستركن الحركة بشكل أساسي إلى تأثير الرأي العام من خلال حاضنتها الشعبية التي تستطيع تحريكها الشارع داخل الوطن وخارجه، وفقاً للدجني.

وأَضاف: "إذا خرجت الأمور عن سيطرة حماس فلديها الخيار العسكري، وهو ورقة ضغط كبيرة بيدها"، منوهاً إلى أن لدى "حماس" حلفاء إقليميين ومنظمات أخرى ستضغط لتقويض مخططات رئيس السلطة.

وكان الحية، قد شدد على أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول الأول عن الحصار"، وقال:" نار كرة اللهب تتصاعد والاحتلال أول من سيكتوي بها وكل المتواطئين معه (..) لا نستدعي حرباً ولكن إذا أعلنها العدو سيجد من مقاومتنا ما يؤذيه".