قائمة الموقع

بأدوات محدودة.. صيادو غزة ينزعون لقمة عيشهم من أفواه البحر

2020-09-04T12:21:00+03:00
فلسطين اون لاين

على بعد ستة أميال أوقف الصياد السبعيني عيسى الشرافي حسكته الصغيرة داخل مياه البحر المقابل لمخيم الشاطئ للاجئين شمال غرب مدينة غزة، بانتظار ما ستجلبه إليه شبكة الصيد، وذلك عقب ثلاثة أسابيع من منع الاحتلال نزوله وغيره من الصيادين البحر.

وبعد مضي 12 ساعة على انتظاره بين ألسنة الأمواج العاتية، منَّ الله عليه باصطياد 8 كيلو غرامات من السمك المتعدد الأصناف، ليعود بثمنها إلى أسرته ذات الـ27 فردًا.

وكانت سمحت سلطات الاحتلال للصيادين أول من أمس بالعودة إلى استئناف أنشطتهم في أعقاب تفاهمات مع المقاومة بغزة برعاية قطرية.

يقول الصياد الشرافي لصحيفة "فلسطين": بعت السمك بــ320 شيقلًا، وصافي الربح 160 شيقلًا اقتسمته مع ابنيَّ الاثنين اللذين يشاركاني المهنة، خصمنا من المبلغ الإجمالي 120شيقلًا ثمنًا للبنزين و40 شيقلًا ثمن طعم السمك".

وعرج الشرافي في حديثه إلى الأيام العصيبة التي مرت على أسرته في أعقاب وقف سلطات الاحتلال عملهم في البحر، مبينًا أن الصياد يعتمد في الإنفاق على أسرته من قوت يومه، وهو كان يؤمن لأسرته طوال فترة الانقطاع ما يتوفر من حواضر المنزل والاعتماد على المعلبات، والدقة والزعتر في وجباتهم الرئيسة".

كما يصف الشرافي حالة الخوف التي هيمنت عليه في أول يوم عمل، إذ إنه لم يتمكن من الإبحار كثيرًا بسبب الانتشار الكثيف لطرادات الاحتلال في عرض البحر.

وأشار إلى أنه استدان 700 شيقل من أقارب زوجته الثانية لشراء مستلزمات الصيد، كالغزل، والفلين والرصاص.

وأعاد التذكير بما حدث معه العام الماضي حينما صادر الاحتلال الإسرائيلي حسكته وحجزها تسعة أشهر قبل أن يعيدها إليه معطوبة، وقد كلفه إصلاحها قرابة 4 آلاف شيقل.

وأكد أنه التزم إرشادات وزارة الداخلية والصحة والزراعة في ارتداء واقي الأنف والقفازات في أثناء ممارسته مهنة الصيد مع حفاظه على التباعد.

من جانبه قال الصياد فوزي النجار (55) عامًا: إن صيد الأسماك عقب رفع الطوق الإسرائيلي لم يكن على المستوى المأمول، حيث كان يتوقع الصيادون اصطياد كميات وفيرة من الأسماك بعد ترك البحر مدة طويلة.

وذكر النجار لصحيفة "فلسطين" أن هذه الأوقات تتكاثر فيها أصناف عديدة من الأسماك من بينها، السردين، والغزلان، والقلان، والمليطة.

ولفت النجار إلى خسارة تعرض لها في حرب الاحتلال على قطاع غزة في عام 2014، إذ تكبد خلالها 20 ألف دولار وأنه لم يتسلم من التعويض إلا الجزء اليسير.

وأهاب بوزارة الزراعة، ونقابة الصيادين والمؤسسات المجتمعية، لأن تضع على أجندتها تقديم العون والمساعدة للصيادين وتعزيز صمودهم.

من جانبه قال نقيب الصيادين نزار عياش، إن صيادي غزة، ملتزمون التعليمات الموجهة إليهم في أثناء مزاولة مهنة الصيد، وأيضًا في عملية البيع لتفادي الإصابة بمرض كورونا.

وأضاف عياش لصحيفة "فلسطين" أن 4200 فرد مقيدون لديهم على أنهم يعملون بمهنة الصيد، ويعيلون قرابة 50 ألف نسمة، غير أن واقع الصيادين اليومي مأساوي جدًّا 95% منهم يصنفون تحت خط الفقر".

وأهاب عياش بالمؤسسة الرسمية والمؤسسات الدولية المانحة إلى تنفيذ برامج تنموية وإنعاشية لمساعدة الصيادين على تخطي الظروف الاقتصادية الصعبة المحدقة بهم.

وأفادت الإدارة العامة للثروة السمكية في وزارة الزرعة، أن كميات الصيد في كل مرافئ قطاع غزة الخمسة بلغت (17 طنًا) من الأسماك المتنوعة في اليوم الأول، مشيرة إلى أن هذه الكميات معتادة في مثل هذا الأوقات الموسمية من عمليات الصيد البحري.

وعبرت الثروة السمكية عن ارتياحها لالتزام الصيادين والتجار إجراءات السلامة والوقائية التي وضعتها بالتعاون مع الشرطة البحرية لوزارة الداخلية في مرافئ الصيادين بقطاع غزة، داعية الصيادين وتجار الأسماك إلى مزيد من الانضباط والالتزام والتحلي بالمسؤولية.

وكانت وزارة الزراعة بالتعاون مع الشرطة البحرية بوزارة الداخلية، قد أشرفت على دخول الصيادين مرافئ الصيد في جميع محافظات قطاع غزة.

وكانت قد أعلنت أنه سيسمح بدخول الصيادين الميناء يوميًّا للفترة الصباحية ما بين الخامسة صباحًا حتى الساعة التاسعة صباحًا، والفترة المسائية ما بين الساعة الرابعة عصرًا حتى الساعة التاسعة مساءً.

اخبار ذات صلة