قائمة الموقع

في غزة.. مواقد من زيت الطهي تواجه شح الغاز وانقطاع الكهرباء

2025-12-25T17:21:00+02:00
صورة من الأرشيف
فلسطين أون لاين

في ورشةٍ بسيطةٍ بقطاع غزة، يشتعل لهبٌ صغير فوق موقدٍ صُنع بإمكاناتٍ بدائية، ليجسّد محاولة جديدة لمواجهة أزمة نقص المحروقات والانقطاع المستمر للكهرباء، في ظل حربٍ طويلة لم تترك للناس سوى البحث عن بدائل تُبقي الحياة مستمرة.

الموقد جهازٌ معدنيٌّ بدائيّ الصنع، يعتمد في تشغيله على زيت الطهي المستخدم كوقود بديل. ويتكوّن من حجرة احتراق مزوّدة بفتحة لإدخال الهواء، حيث يُستخدم مجفف شعر كهربائي لضخ الهواء والمساعدة على الاشتعال المنتظم.

هكذا يتحدث الشاب عبد اللطيف النمروطي، الذي يعمل مع شقيقه على تصنيع هذه المواقد، موضحًا أن الموقد يعمل بتيار كهربائي محدود، ويوفّر لهبًا ثابتًا نسبيًا يُستخدم لأغراض الطهي، خصوصًا في المطابخ المنزلية ومحال الأطعمة، في ظل نقص المحروقات وانقطاع الكهرباء.

ويشير النمر وطي لصحيفة "فلسطين" إلى أن أسعار هذه المواقد تتراوح ما بين 300 إلى 500 شيكل حسب الحجم، وهي كلفة يعتبرها كثيرون مجدية مقارنة بأسعار المحروقات وصعوبة توفرها، فيما يراها آخرون مرتفعة نسبيًا لأصحاب الدخل المحدود.

وخلال حرب الإبادة، لجأ سكان غزة إلى محاولات عديدة للحصول على بدائل لغاز الطهي، الذي واصلت سلطات الاحتلال منع دخوله.

فاعتمد بعضهم على الجفت، مخلفات عصر الزيتون، فيما عاد آخرون إلى استخدام الحطب، رغم ما يسببه من تلوث ومشقة وتكاليف إضافية.

لكن الحاجة الملحّة لاستمرار الحياة، وتشغيل المطابخ، وعدم إغلاق أبواب الرزق، دفعت إلى التفكير خارج المألوف، ليظهر هذا الموقد المختلف كحل بديل.

وأشار النمروطي إلى أن هذه التجربة حققت نجاحًا لافتًا، لا سيما أنها أقل تلوثًا للهواء مقارنة بالحطب والجفت، وأسهل من حيث التزوّد بالوقود. إلا أن النجاح لم يكن كاملًا، إذ تبقى الحاجة إلى الكهرباء العقبة الأبرز، حيث يعتمد تشغيل الموقد على اشتراكات كهرباء من مولدات خاصة تعمل لساعات محدودة، ومع توقفها يتوقف الموقد، ويُجبر أصحاب المطاعم ومحال الفلافل على التوقف عن العمل ولو مؤقتًا.

ورغم ذلك، خلقت الأزمة فرصًا غير متوقعة، إذ وجد بعض العاملين في مهنة الحدادة مصدر رزق جديد من خلال تصنيع هذه المواقد وتطويرها حسب حاجة المستخدمين.

من جانبه، يقول إياد سلامة، صاحب محل لبيع الفلافل، إنه يعتمد على هذا الموقد لأنه يوفّر لهبًا مناسبًا لطبيعة عمله دون انبعاث دخان، ما ينعكس إيجابًا عليه وعلى الزبائن. ويشير إلى أنه يعيد تدوير زيت القلي المستخدم بدلًا من التخلص منه في النفايات، عبر استخدامه كوقود داخل الموقد.

وتقول أم سليمان أبو رمضان، ربة منزل ولديها أسرة مكونة من 12 فردًا، إن الغاز الذي يدخل قطاع غزة "شحيح جدًا ولا يكفي لتلبية الاحتياجات اليومية، خاصة مع أسرة كبيرة مثل أسرتي".

وبينت لصحيفة "فلسطين" أن استخدام الموقد البديل، الذي يعمل على زيت الطهي المستعمل، ساعدها في التغلب على جزء من هذه المشكلة.

وتختم حديثها بمناشدة الجهات المعنية للعمل على توفير الغاز والكهرباء بشكل منتظم، قائلة: "نأمل أن تُخفف الظروف الصعبة عن الأسر الكبيرة، خاصة في مواسم مثل رمضان، فنحن بحاجة إلى وسائل طهي موثوقة تساعدنا على استمرار الحياة اليومية دون معاناة مستمرة".

اخبار ذات صلة