فلسطين أون لاين

هل يمهّد اتفاق التهدئة لصفقة تبادل أسرى؟

بعد عدوان 2014 وأسر المقاومة للجندي الإسرائيلي أرون شاؤول وما تبعه من أسرى لدى المقاومة والأسرى يحذوهم الأمل في هبوب رياح الخير وحلول صفقة وفاء الأحرار الثانية ضيفًا عزيزًا كريمًا، خاصة من لم تستطع أن تشملهم وفاء الأحرار الأولى من قدامى الأسرى والمؤبدات العالية، وكذلك من أعيد اعتقالهم ظلمًا وزورًا ممن حرّرتهم الصفقة.

والأسرى يثقون تمامًا بحرص قادة المقاومة التي بيدها الأسرى الصهاينة على ألا تألو جهدا في عقد هذه الصفقة دون أيّ إبطاء أو تأخير على عكس أهالي الأسرى الصهاينة، حيث حملت أم الأسير شاؤول المسئولية لنتنياهو وجينتس واتهمتهم بالتخاذل والتقصير، وكذلك أخته التي قالت كلمات جارحة وقاسية بحق القيادة الإسرائيلية: "إن الحكومة الإسرائيلية تمارس ضدنا حرب استنزاف مليئة بالنفاق والكذب والاستهتار، وأنها قد تخلت عنا".

والمقاومة قدّمت عدة مبادرات منها على سبيل المثال ومع حلول جائحة كورونا، قدم يحيى السنوار عرض صفقة جزئية تقضي بإطلاق سراح المرضى والمسنين من الأسرى الفلسطينيين كبادرة إنسانية في ظلّ أزمة كورونا. ولم تلقَ آذانًا صاغية من قبل قادة دولة الاحتلال، وكل الوساطات التي تدخّلت لم تفلح بإنفاذ شرط المقاومة القاضي بإطلاق سراح من أعيد اعتقالهم رغم أنه اخلال صارخ بالصفقة التي جرت برعاية مصرية.

والآن السؤال الكبير الذي يقضّ مضاجع أسرانا والذي أتوقّع أنه حديث الساعة في الفورة وغرف السجن هذه الأيام: هل ستكون هذه التهدئة عاملًا من عوامل الإسراع في إنجاز الصفقة؟ وما هو المطلوب للخروج من حالة الركود أو المراوحة في المكان؟ ماذا بالإمكان أن تفعل المقاومة مما بإمكانها أن تفعله بحيث يقرب الوصول الى النتائج المرجوّة؟

هنا مربط الفرس أسيرهم شاؤول هل هو حيّ أم ميّت؟ وهل إذا كان حيًّا من المهم بمكان أن تبقى المقاومة على حالها في سريّة مصيره رغم أن حكومة الاحتلال قد أعلنت منذ البداية أنه ميّت؟ لو أعلنت المقاومة أنه حيّ وجاءت بدليل فإن زلزالًا سيصيب المشهد السياسي الإسرائيلي، فماذا يترتّب على ذلك؟ وهل إذا كان ميّتًا من المهم أن نبقى على هذا التكتم أم ستأتي مرحلة نعلن عن ذلك بعد الاجتهاد في ضبط النتائج التي نريد، وهل نبدأ بغيره من أسراهم الذين لدى المقاومة؟ ونؤجل اعلان مصير شاؤول؟

أعتقد أن صفقة مثل هذه وبعد الإعلان عن هذه التهدئة، لا تنضج على نار هادئة بدليل ان النار الهادئة لم تؤتِ أُكلَها بعد مضيّ ست سنوات، وإنما الذي ينضجها ويقرّب من دنوّ أجلها أن تتمّ على نار حامية، أقصد لا بدّ الآن من تحوّل دراماتيكي في حركة هذا الملف.. كيف ومتى؟ هذا ما تدركه تماما قيادة المقاومة وهم أسرى سابقون ويدركون تماما أحاسيس ومشاعر من يترقّب حريته منذ ما يزيد عن عشرين أو ثلاثين سنة، وإن كان أسرانا يألمون فإن أسراهم أيضًا يألمون ولكننا نرجو من الله ما لا يرجون.