الوضع السياسي في المنطقة العربية وخاصة حول الكيان الصهيوني ملتهب، وقابل للانفجار في كل لحظة ..! وبصريح العبارة إن قطاع غزة؛ حيث بؤرة الصراع مع العدو الصهيوني، هو معرض قبل غيره لحرب ضروس، طالما أعد لها هذا العدو، وزبانيته من المطبعين العرب والأعراب الصهاينة وقد حان الوقت لإشعال أوارها، والأوهام تدفعهم عسى أن يتمكنوا من تحطيمها، أو إنزال أكبر تدمير فيها.. خاب فألهم.
إنها حرب آتية لا محالة، أما الوقت والتوقيت فقد بات قاب قوسين أو أدنى إن لم يكن اليوم فغد أو بعد غد، بالمفهوم العسكري أو الاستراتيجي.
أجل؛ في عقيدة عرب الردة، لا بد لها من عقاب على قدر ما انطلقت منها نذر الحرب مع المطبعين والأعراب المستسلمين الآبقين المتنكرين لعروبتهم وتاريخهم وأمجادهم.
كيف يكون شكل هذه الحرب وحجمها؟ لا أخالها إلا أنها الجحيم، إن لم يحرق فسوف يحترق بمن أشعله. إن حربا عدوانية كهذه، لا يقف في وجهها إلا حامل لواء الإيمان سلاحا وعتادا، وخندقا وحصنا منيعا.
ترى؛ هل هذا يكفي؟ هل غزة اختزلت محور العداء لمحور الظلم والعدوان والطغيان العالمي؟ إن أهل غزة بمقدار ما يعشقون الحياة فإنهم يعشقون الموت، وإن لهم كل الأحرار والشرفاء أحبة وإخوة ليكن هذا معلوما يا صهاينة العصر وعديمي الضمير والأخلاق.
إن كل المعارك التي خاضتها غزة مع العدو الصهيوني وشركائه وذيوله وأحذيته، قد خاضتها ألوية العز والكرامة "وحدها" بكل بسالة واقتدار، ولم يتمكن العدو بكل عنجهيته الحربية، من طائرات ودبابات وصواريخ وبوارج بحرية من كسرها أو ثلمها، لتلقن جيوش "الاعراب" قبل الجيش الصهيوني أن العزة في متون الإيمان والشرف والمروءة. وسوف تخوض غزة العزة هذه الحرب، كما خاضتها من قبل بكل الكبرياء والشرف، وبكل ما أعدت من رصيد القوة والبسالة، التي يشهد لها العدو قبل الصديق.
أوليست غزة إحدى محاور المقاومة البطلة حول فلسطين، وما بعد فلسطين؟ والفهيم يفهم ماذا أعني.
يا محور المقاومة، يا محور العز والكرامة، أنتم جميعا معنيون بهده الحرب.. أجل، إن كل جانب من هذا المحور مستهدف.
واني لست عسكريا ولا استراتيجيا ولكن قرأت وقائع الحروب من قديم الزمان، وتسليت بمجرياتها، وناصرت من ناصرت، وعاديت من عاديت، وهكذا وجدت نفسي أعشق الاصطفاف مع الاحرار وعاشقي الحرية من أي لون او جنس كان. ووجدت نفسي مع رص الصفوف وحدة الجهود والسلاح، والأهم تطويق العدو من كل الجهات، وتشتيت قواه ما أمكن ذلك.
لذا يا قيادات محور المقاومة في كل مكان لا تجعلوا غزة تواجه العدوان لمفردها، كما حدث من قبل وتصفقوا لها وللبطولات فيها عن بعد. هذه المرة سيكون العدوان على غزة كبير وهي تحتاج السلاح والتسليح أكبر بكثير.
لا يكفي هذه المرة أن تصمد غزة.. أن نكتفي بمشاهدة قطعان المستوطنين يلوذون بالملاجئ، أن تصل صواريخنا تل أبيب، وما بعد تل أبيب. هذا يحدث إذا بقيت غزة تصارع وحدها.. وبعدها لا شفاعة هذه المرة إذا لم تتزلزل الدنيا حول العدو من جميع الجهات.
غير مسموح لهذا العدو ان يستفرد بكل جيب من جيوب المقاومة على حدة بعد اليوم، وقد اعتاد على ذلك مع أنظمة الذل والهوان، التي طالما ثبت تناغمها معه بالخيانة تارة، وبالولاء له وحمايته ثانيا وثالثا وغيره.
"ليس كل مرة تسلم الجرة"
بكل تأكيد ان شاء الله ستكون الحرب على غزة حربا في الجليل وفي الشمال، وفي مرج ابن عامر والنقب وفي كل الجغرافية الفلسطينية المحتلة، انطلاقا من لبنان ومن سوريا ومن إيران ومن العراق وغيرها. الكل من هذه المسميات مستهدف وهو في ارهاصات هذا الحرب يصلى سعيرا.
لن تكوني يا غزة وحدك. إننا في عصر حماس والجهاد الاسلامي وكل فصائل المقاومة، وفي عصر حزب الله، وطلائع المروءة والشرف العربي والإنساني، عصر القوة والشرف والمروءة.