ما زلنا نؤكد أن فيروس كورونا كوفيد ١٩ يختلف تمامًا عن عالم الفيروسات التي مرت من قبل ولا يُعرف عنه الكثير بسبب التعدد الكبير لطفراته، وكذلك عمليات التحور التي تطرأ عليه، والفيروسات عمومًا ليس لها علاجات والوقاية منها هي الأهم، والوقاية إما بلقاحات، وهي فيروسات مخففة، وإلى هذه اللحظة لم يستطع أحد في العالم أن ينتج هذا اللقاح بالرغم من ادعاءات تصدر من هنا وهناك، وإما أن تكون الوقاية بإجراءات نتحدث عنها لاحقًا في هذا المقال.
وما نسمع عنه من استخدام أجهزة التنفس للمرضى في مراحل متقدمة من ظهور أعراض المرض قد تفيد بعضًا، خصوصًا صغار السن، لكن قد يكون ضررها أكبر بكثير لدى بعضٍ، وهو ليس علاجًا للمرض بقدر ما هو إعطاء فرصة لحياة أطول.
وخطورة فيروس covid 19 تكمن في سرعة انتشاره، وهو لا يؤثر كثيرًا في الأجساد التي تمتلك مناعة عالية، ولكن هذا يجب ألّا يدفعنا إلى عدم المبالاة والتراخي في الوقاية، وتأثيره يظهر واضحًا على أصحاب المناعة الضعيفة من مرضى الأمراض المزمنة والأورام والكلى ومن يأخذون العلاجات دائمًا والأطفال والنساء وكبار السن، على هؤلاء جميعًا أن يعزلوا أنفسهم بدرجة ١٠٠%، وما نستطيع القيام به على العموم من إجراءات لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة بسرعة انتشارها وتأثيرها على بعضٍ هو التالي:
أولًا - النظافة الشخصية المستدامة، وقد أكرمنا ربنا المسلمين بالوضوء، إلى جانب النظافة الصباحية، وبعد الوجبات، وعدم استخدام أدوات تنظيف الآخرين من بشاكير وغيرها.
ثانيًا - النظافة المجتمعية، لو أن كل واحد عمل على نظافة بيته وما حول بيته ورش المعقمات المتاحة، وكذلك توفير ذلك على أبواب المحال والمكاتب والمؤسسات قبل الدخول إليها؛ نصل إلى مجتمع نظيف لا تغزوه فيروسات أو أي ميكروبات أخرى.
ثالثًا- التباعد الاجتماعي، وضرورة الحجر المنزلي، وعدم الخروج إلّا للضرورة القصوى، وعدم المصافحة باليد وعدم التلاصق، وترك على الأقل مسافة متر ونصف بين الشخص والآخر، مع الالتزام بلبس الكمامة، لأنه كما ثبت أن هذا الفيروس ينتقل من طريق الرذاذ.
رابعًا- الالتزام التام بكل التوجيهات الصادرة من وزارة الصحة ووزارة الداخلية والأوقاف والمؤسسات المجتمعية ضروري، لأن عدم المبالاة وعدم الالتزام طريق لانتشار الفيروس.
خامسًا- عند الشعور بأي أعراض مرض يجب الاتصال بالطبيب لمعالجته، حتى لا تضعف مناعة هذا المريض، ويصبح جسمه مهيأ لغزو الفيروس.
سادسًا - تناول من الأطعمة ما هو مفيد للجسم، خصوصًا ما يقوي مناعة الجسم من خضراوات وفواكه، والإكثار من استخدام الليمون والبصل والثوم.
سابعًا- عدم الهلع والخوف والعمل على نشر الطمأنينة والمرح والسرور والأمل، وهذا ما يسمى العلاج بالإيحاء الإيجابي، وهو علاج نفسي فعّال.
ثامنًا- استغلال الوقت بقراءة القرآن والسنة والقراءة المفيدة والبحث والذكر والعبادة والدعاء والتعلم والتعليم، والأعمال المفيدة يشيع جوًّا من الراحة النفسية لدى الشخص ومن حوله.
نسأل الله أن يصرف عنا هذا البلاء والوباء، ويكشف عنّا السوء، ويحقق لنا ما نصبو إليه من الحرية والكرامة والحياة الكريمة، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.