فلسطين أون لاين

​ناشدت الشعب للتوحد من أجل تحرير الأسرى

"الجربوني": الأسيرات يحيَيْن على أمل صفقة تبادل جديدة

...
عكا / غزة - مريم الشوبكي

ناشدت الأسيرة المحررة لينا الجربوني جميع أطياف الشعب الفلسطيني للتوحد والعمل على تحرير الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مطالبة المجتمع العربي والدولي بالتحرك من أجل رفع المعاناة عنهم.

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، أول من أمس، عن عميدة الأسيرات الفلسطينيات بعد قضائها 15 عامًا متواصلًا، كأطول فترة حكم لأسيرة فلسطينية بشكل متواصل في تاريخ السجون الإسرائيلية.

وولدت الأسيرة المحررة الجربوني في الحادي عشر من يناير عام 1974م لأسرة فلسطينية مناضلة في بلدة عرابة، البطوف، وهي إحدى القرى الفلسطينية القريبة من مدينة عكا الساحلية داخل الأراضي المحتلة عام 1948م.

فرحتي منقوصة

وعن شعورها بعد الإفراج عنها تزامنًا مع إحياء الفلسطينيين ذكرى يوم الأسير أمس، قالت: "الفرحة فرحتان، ولكنها ناقصة لأنني تركت ورائي أسيرات ما زلن يعانين مرّ السجن، يوم الأسير مناسبة خاصة للأسرى ولكن من المفترض أن يكون كل يوم هو يوم أسير".

وأضافت المحررة الجربوني: "15 عامًا من الاعتقال كانت بمثابة تجربة صعبة وقاسية للغاية، ولكن استطعت مع باقي الأسيرات أن نخلق بجهدنا أجواء تساعدنا على تنظيم الوقت، وتساهم أيضًا في صقل شخصية الأسيرة لتتعلم الصبر والقدرة على تحمل ظروف السجن الصعبة".

واعتقلت الجربوني في الثامن عشر من أبريل عام 2002م بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي ومساعدة رجال المقاومة في تنفيذ عملياتهم الفدائية وأنشطتهم ضد الاحتلال، وصدر بحقها حكمًا بالسجن الفعلي لمدة 17 عامًا. وتعتبر لينا إحدى الأسيرات الخمس اللواتي لم تشملهن صفقة وفاء الأحرار عام 2011.

مناشدة الأسيرات

وأشارت إلى أن الأسيرات يناشدن القيادة الفلسطينية خاصة والعربية عامةً، للعمل على تحرير كافة الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال، ويطالبن الشعب الفلسطيني بالتوحد خلف الأسرى لإمدادهم بالدعم، سيما أنهم بدؤوا بخوض أول أيام إضرابهم المفتوح عن الطعام.

ولفتت المحررة الجربوني إلى أن الأسيرات سيكون لهن خطوات تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام بإرجاع وجبات طعام.

وأكدت دعمها لقرار الأسرى بالإضراب عن الطعام، باعتباره السلاح الوحيد الذي يمتلكونه داخل السجن لتحسين ظروفهم الحياتية، مشيرة إلى أنها خاضت أربعة إضرابات عن الطعام خلال سنوات اعتقالها.

وتحدثت عميدة الأسيرات عن المعاناة الحقيقية التي يعشنها خلف القضبان: "الاشتياق والحنين للأهل الدائم هو أكثر الأمور حساسية لدى الأسيرة، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها في الأسر ولكنها مع مرور الوقت تتعود عليها".

وتابعت: "ولكن ما لا تستطيع تحمله كبت مشاعر الاشتياق سيما حينما يكون هناك مناسبة لدى أهلها، أو حالة وفاة وحرمانها من إلقاء نظرة وداع على المتوفى".

ونوهت المحررة الجربوني إلى أن "الأسيرات لهن برنامج ثقافي داخل السجن لتحدي المعاناة ولكسر الروتين اليومي، فحينما تأتي أسيرة جديدة إليهن تقوم بتعلميهن من علمها ما يجهلنه، وهناك أيضًا ساعات مخصصة للقراءة والمطالعة، يعقبها جلسات مناقشة للكتب التي قرأنها".

وأكدت عميدة الأسيرات أن العلاقة التي تجمع بين الأسيرات داخل الأسر مميزة جدًا، فهن يمثلن لبعضهن الأم والأخت والصديقة، ونظرًا لقدم خبرتها كأقدمهن في الأسر أعطتهن من خبرتها في كيفية معايشة تجربة السجن والاستفادة منها وتخطيها.

صفقة قريبة

ولفتت إلى أن الأسيرات يحيَيْن على أمل متجدد بقرب إتمام صفقة تبادل أسرى في خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك منذ إعلان المقاومة في قطاع غزة عن أسرها لعدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وتابعت: "حينما خطفت المقاومة شاليط عشت مع الأسيرات كما كل الأسرى على أمل بالإفراج القريب، فنحن لا نعيش دون أمل، وحينما يفرج الاحتلال عن أي أسيرة أتساءل في نفسي متى سيأتي دوري ليودعنني، مع فرحتي الكبيرة لها بأنها ستتنفس هواء الحرية بعد سنوات العذاب التي أمضتها في الأسر".

ومضت في حديثها: "ولكن حينما جاءت لحظة الإفراج عني شعرت بألم كبير وغصة بقلبي لأني سأنعم بالحرية وسأتركهن يعانين مر الأسر من بعدي، وكنت أتمنى أن أخرج من السجن وهن معي، ووعدتهن في آخر يوم قضيت معهن أنني لن أنسى قضيتهن أفعل ما بوسعي للدفاع عنهم وإيصال معاناتهن لكل العالم".

وعن أصعب المواقف التي عاشتها في السجن، أجابت الجربوني: "في السنوات الأولى للأسر وضعت الأسيرات مع جنائيات وعشنا تجربة مريرة معهن، لذا خضن إضرابًا عن الطعام لفصلنا عنهم وبالفعل حققنا مطالبنا".