من الأشياء الغريبة بل العجيبة في زماننا هذا أننا لم نسمع تعليقًا رسميًّا من جامعة الدول العربية على "اتفاق السلام" بين دولة الإمارات العربية ودولة الاحتلال الصهيوني، الذي جاء في وقت تغولت فيه حكومة نتنياهو العنصرية على حقوق الشعب الفلسطيني، وانقلبت على جميع الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال، بل ذهبت إلى مزيد من سرقة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات عليها وإعلانها أراضي تابعة لما يسمى "إسرائيل".
لماذا سكتت جامعة الدول العربية عن خروج الإمارات عن قمة بيروت عام 2002م، التي أعلن فيها الملك عبد الله ملك السعودية مبادرة السلام العربية، التي تنص على استعداد الدول العربية لتوقيع اتفاقات السلام مع دولة الاحتلال وتطبيع العلاقات معها، عندما يأخذ الفلسطينيون حقهم وفقًا لقرارات الأمم المتحدة (242-338)، التي كانت أساسًا لتوقيع اتفاق أوسلو الذي يحفظ للفلسطينيين إقامة دولة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م.
إن المتابع لجامعة الدول العربية يجد أنها لم تخدم أي قضية عربية ولم تقف يومًا مع حقوق العرب، لا سيما حقوق الفلسطينيين التي تاهت بين جنبات وقرارات واستنكارات الجامعة العربية، فأنى لجامعة عربية أسست بقرار بريطاني عام 1945م، يكون لها إرادة تمثل رغبة وتطلع العرب في كل مكان؟!
يا للأسف!، هذه الجامعة باتت محل تندر العرب على مواقفها الهزيلة، وعدم قيامها بأي دور إيجابي يخدم المصالح العربية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
فكان من الطبيعي تجاهل طلب الفلسطينيين عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية على خلفية "اتفاق السلام" الإماراتي الصهيوني، وإعلان الجامعة أنها ستعقد دورة عادية لها في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.
إذ قال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي كان يستوجب عقد اجتماع طارئ بدل تأجيله إلى اجتماع عادي"، مضيفًا: "فلسطين ستترأس الاجتماع، وسيكون على رأس جدول أعماله الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وخروج الإمارات عن الإجماع العربي ومبادرة السلام العربية"."
بعد هذا التقديم نقول بلسان كل العرب: آن الأوان لإلغاء هذه الجامعة التي لم تمثل إلا مصالح دول الاستعمار في المنطقة وتقف في وجه المصالح العربية، وتشكيل جسم عربي يجمع العرب في كل مكان ويدافع عن حقوقهم ويعمل على استعادة وحدتهم حتى نستعيد فلسطين من براثن الصهاينة.