فلسطين أون لاين

الحلال والحرام بين البيت الأبيض والبيت الحرام

المسافة الجغرافية بين البيت الحرام في مكة الإسلام ومهد البشرية، وبين البيت الأبيض في واشنطن ما وراء البحر، أكثر من عشرة آلاف كيلو متر.

ملايين المسلمين في العالم تهفو نفوسهم لزيارة البيت الحرام، أو الحج إليه فريضة من عند الله ولمن استطاع إليه سبيلا... ما من مسلم إلا و نصب عينيه البيت الحرام في الصلاة والقيام آناء الليل وأطراف النهار... قل هي عبادة، ولذة إيمانية...

هذا القول يؤمن به كل المسلمين المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها دون منازع..!

لا مجال لمقارنته ببيت آخر في القداسة والتبجيل إلا المقدسات وبيوت الله التي تشد إليها الرحال..!

إلا أن فئة ضالة وضليلة الأفق والوجدان، منحرفة التفكير، عمياء البصر والبصيرة، تتجه نحو البيت الأبيض. الواقع في شارع بنسلفانيا، في واشنطن عاصمة مؤسسة الضلال والاستكبار، "الولايات المتحدة الصهيوأمريكية"، التي أرادها جورج واشنطن ورفاقه الأبطال أن تكون واحة للحرية والمساواة والإخاء. والتي هي اليوم بؤرة الإجرام والحرام العالمي، منذ مطالع القرن العشرين المنصرم... وكر للصهيونية وملاذها الأكبر في العداء للبشرية والحرية والخير للإنسانية..

هذه الفئة الضالة التي تتخذ من الإسلام شعاراً، ومن العروبة اسماً وعنواناً تتجه نحو البيت الأبيض بقلوبها ووجدانها، وربما يأتي الاتجاه نحو البيت الحرام تاليا أو لا اتجاه، وبدون تقوى أو إيمان.!

هذه الفئة، إن كانت في ديار العرب أو في عالم الإسلام، لا نراها إلا وثيقة الصلة بهذه المهزلة والمزبلة المعادية للحقوق العربية، وبالأخص الحق الفلسطيني جهاراً نهاراً...

تُرى ما علاقة هؤلاء الضالين المضللين بإسلام الفضيلة والخير، وبعروبة النخوة والشرف والإباء..؟؟

أستطيع أن أفتي بأنهم مارقون، وأكثر من الكفار منزلة ومقاماً..!!

مبارك عليكم الولاء لسكان البيت الأبيض... هذا البيت الأسود بأفعاله وإجرامه على مستوى العالم... أنتم تدوسون على رقاب شعوبكم، ويحسنون في عيونهم الصورة البشعة لهذه الأمريكا وتدافعون عن ضلالها وطغيانها، حتى وهي تدوس على رقاب شعوبنا، وتدمر عمراننا، وتهدم بيوتنا في فلسطين وفي العراق واليمن ولبنان، وأفغانستان وايران، والراية الصهيونية تظللها وترفعها...

"الأمريكا" عدونا الأول..!

يا للمهزلة... يا للمسخرة..!! هل من عدو آخر لنا أكثر من ذلك؟!!

نعم انه من نافلة القول ، أن أوكد أن "صديق عدوي هو عدوي".

هل موقف "الأمريكا" صديق للعرب..؟

أكيد لا، والصحيح أنه رديف للصهيونية العدوانية، بلا منازع، وبدون أي تأويل..!!

كيف يجب أن تكون علاقة الدول والدويلات والقبائل العربية والأعرابية والبدوية مع هذه "الأمريكا"؟؟ أيضاً ينسحب هذا السؤال على كل الحلف الأمريكي المعادي لنا أيضاً.؟

"الأمريكا" ولفيفها ليست صديقة لنا.

إذن..

وعليه، من المنطقي ألا تكون بيننا وبينها علاقات ولا صداقات من أي نوع.. وحتى لا أكون  مغالياً أو متشدداً، يجب أن تكون علاقاتنا محسوبة بحسابات الربح والخسارة.. لا نوثقها أو نثقلها وهي هزيلة.. أما والأمر غير ذلك، فإن أكثر الأنظمة أو الأشخاص ضلالاً وكفرا من يقيمون العلاقات بلا حساب.. وهكذا فإن العالم واسع، وأن مقاطعة "الأمريكا" سياسيا واقتصاديا وثقافيا أكثر من واجبة، فقد أعطينا "للأمريكا" من الاحترام والتقدير، وأصبحنا أمريكانا أكثر من الامريكان إلا أن أمريكا صهيونية ولا تقبلنا بأي شكل من الأشكال... فكفى ايها الضالون ضلالا..