بيت العز العربي "الجامعة العربية" هي منظمة إقليمية عربية تأسست في 22 مارس سنة 1945م بقرار من بريطانيا العظمى بعد الحرب العالمية الثانية لضمان استقرار مصالحها في الوطن العربي، وكان هذا التأسيس قبل ستة أشهر من إنشاء منظمة الأمم المتحدة، وتتمتع الجامعة العربية بصفة مراقب بهذه المنظمة.
الأهداف المعلنة لجامعتنا العربية, حماية الأمن القومي العربي من خلال العمل العربي السياسي المشترك والموحد والمنسق، وتأسيس سياسة اقتصادية وثقافية واجتماعية تخدم وحدة الدول العربية.
القمة العربية المنعقدة في السعودية عام 2002م تبنت خطة السلام العربية في المنطقة وشكلوا لجنة للاتصال بـ(إسرائيل) بواسطة الشقيقة مصر والأردن بحكم العلاقات السابقة مع الكيان الصهيوني لإقناعهم بضرورة التعاطي مع الخطة العربية للسلام حفظاً لماء وجه الأنظمة العربية أمام شعوبها المنتفضة على الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والمطالبة بتغير معظم الأنظمة الحاكمة بما يخدم السواد الأعظم في كل دولة عربية. اللافت للنظر استمرار التوقيع المنفرد لاتفاقيات التطبيع مع العدو والخروج عن خطة السلام العربية المقررة وهذا ما يوضح تصريحات مسؤولي الكيان الصهيوني الواصفة لنتائج اجتماعاتهم مع الدول العربية المطبعة بأنها تاريخية، والمقلق لمن ضحوا بدمائهم من أجل الاستقلال والحرية أن تاريخية النتائج لمثل هذه الاجتماعات من وجهة النظر الصهيونية، تعني التقارب والالتزام بما يريده الاحتلال الصهيوني على حساب الحقوق العربية المشروعة، حتى من عملية السلام العربية المطروحة.
الغرب المتصهين والأنظمة الموالية للمشروع الغربي في المنطقة تريد من الاتفاقات المنفردة خلخلة الصف العربي الرافض للتطبيع وفك الحصار السياسي عن دولة الصهاينة والاحتلال في فلسطين بعد صمود محور المقاومة، وأن تكون هذه الاتفاقات حصان طروادة المستعمل لدخول حصن الشعوب العربية الرافضة للاحتلال بمفهوم التطبيع السياسي مع العدو على أرضية حل مرضٍ لما تبقى من شعث القضية الفلسطينية على مذبح مصالح الأنظمة العربية مع سماسرة مشروع الشرق الأوسط الجديد، أما معسكر وفريق المقاومة في الوطن يريد التمييز بين الغث والسمين من التجارب والحقب السياسية التي خلت وخصوصا بعد ارتفاع أسهم المقاومة في بورصة الوطن العربي خاصة والعالم الحر عامة، بفضل منجزات صمود محور المقاومة.
الصراع السياسي الموصَف بمنطقتنا، يدعونا لتفعيل ميثاق الجامعة العربية وبنوده الحامية للأمن القومي العربي حسب الأهداف المعلنة إبان تأسيس الجامعة العربية، خوفا من الانزلاق لحضيض المشروع الغربي في المنطقة والمسمى شرق أوسط جديد بعنوان نشر الديموقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، ذلك الحق لاريب فيه للمنتمين الملتزمين بحقهم التاريخي بتحرير فلسطين من العرب والمسلمين وخصوصا من يتعهد منهم بهذا الحق أمام شعوبهم لكنهم يخدعون الشعوب ويحرصون على علاقة تحفظ العرش، واذا نصحناهم "لا تفسدوا السياسة الوطنية" ادعوا الاصلاح واذا أوضحنا وأكدنا على صحة مشروع المقاومة ضد العدو المشترك وافقوا بنية الافساد ودليلنا تفلتهم وتوقيعهم المنفرد مع الصهاينة.
ونذكر في هذا المقام أن الجامعة العربية تمتلك ست عشرة منظمة عربية تهتم بالثقافة والعلوم الإدارية والزراعية والإدارة والصناعة والتعدين وتصدير البترول والتنمية الاجتماعية والنقد العربي والطاقة الذرية العربية والاتصالات الفضائية والإذاعات العربية ...... الخ، فحري بنا أن نفعل هذه المؤسسات لإدارة الصراع مع العدو بما يخدم مصلحة الشعوب العربية والأهداف المعلنة لمنظمة الجامعة العربية من استقلال وحرية، حتى لا نجد أنفسنا ملزمين بإضافة المنظمة رقم 17 في الجامعة بعنوان المنظمة العربية للتطبيع مع دولة الجوار الإسرائيلية..!!!
وبالتالي نكون قد ألصقنا لأنفسنا كدول عربية أعضاء في الجامعة صفة الضامن لاستقرار مصالح الغرب في منطقتنا، وعليه سيأتي قريباً اليوم الذي تتقدم به دولة (إسرائيل) العربية الحرة بطلب للعضوية رقم 23 في جامعة الدول العربية، وستقبل تلك العضوية حسب المادة السابعة من الميثاق للجامعة والتي تقول، إن ما يقرره المجلس للجامعة بالإجماع يكون ملزماً لمن يقبله، وهو النص الذي قُبلت على أساسه دولة الكويت الشقيقة سنة 1961م حينما اعترض مندوب العراق على عضويتها، بحجة أنها جزء من أرضه، وعليه لا مجال لاعتراض دولة فلسطين على عضوية (إسرائيل) وخصوصاً بعد معاهدة السلام العربية ومن قبلها اتفاق أوسلو ومن قبلهم جميعاً قرار التقسيم لدولتين وباقي القرارات الشرعية الدولية لمن يتغنون ويحتمون ويناورون تفاوضياً بذلك.