فلسطين أون لاين

مشعل للدول المُطبعة: (اسرائيل) تستخدمكم ولا تتعامل معكم بمنطق التحالف

...
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق خالد مشعل
اسطنبول- غزة/ نور الدين صالح

أكد رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، أن (اسرائيل) تسعى من خلال التطبيع مع بعض الدول العربية، أن تكون "المايسترو" واللاعب الأساسي في المنطقة.

جاء ذلك خلال مشاركته في الندوة الالكترونية عبر تطبيق "الزوم"، التي نظمها مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، اليوم ، تحت عنوان "العالم الإسلامي وآفاق المستقبل.. نحو عقل استراتيجي جمعي للأمة".

وحذر مشعل، من أن المرحلة الحالية بالغة الخطورة، سيما أن التطبيع الحاصل حالياً جزء من تطور الاستراتيجية الصهيونية للتعامل مع المنطقة.

ووجه رسالة للدول المُطبعة ومن يفكر بالتطبيع، "(اسرائيل) تستخدمكم وأنتم واهمون ان اعتقدتم أنكم تبنون علاقات استراتيجية معها، فهي لا تتعامل من منطق التحالف، فبعد أن تستنفذ غرضها منكم سترميكم".

وأوضح أن الأمة تمر في أسوأ مرحلة، في ظل غياب الرؤية والمبادئ وإدارة المصالحة، وغياب الكبار عنها، مستدركاً "هذا لا يغني عن نهوض الدول العربية وبناء علاقات مع دول الشقيقة ومواجهة التحديات الخارجية".

وشدد على أن "الذين يقيمون العلاقات مع الاحتلال ويسوقون للتطبيع، ويشذون عن الموقف العربي والإسلامي ويطعنون الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، يضربون كل القيم والمبادئ والمصالح الاستراتيجية، وانتم تظنون أنكم تسعون لمصالح شكلية".

صراعات عرقية

في السياق، قال مشعل، إن الدول العربية أشغلت نفسها بالصراعات العرقية والطائفية، إضافة لأزمات كثيرة تعاني منها وسلوكيات خاطئة على مستوى الإقليم تجعلها في حالة من الصراع غير المحمود.

ونبّه إلى أن جزءاً من مشاكل الدول العربية هي" صناعة استعمارية"، مضيفاً " (اسرائيل) تقف وراء استمرار الخلافات وتشكل عائقا أمام نجاحنا في قضايانا القُطرية وأمام نهضتنا في المنطقة".

وأكد أن (اسرائيل) تقف ضد المصالح العربية، مخاطباً الذين عملوا في الربيع العربي ومشاريع النهوض، "ينبغي أن تعلموا أن أصابع الكيان وراء استمرار تعطيل نجاحكم في مسيرتكم".

وتابع "(اسرائيل) لا تحتل بلدة في أقاصي الدنيا إنما فلسطين في قلب الأمة، لذلك لا نهضة في الأمة إلا بخوض المعركة في فلسطين(..) فنحن أمة مستهدفة من الكيان".

تحديات

في السياق، قال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، إن وجود الاحتلال الإسرائيلي في قلب الأمة العربية يجعلها تواجه تحديين الأول هو تحدق القوى الاستعمارية التي زرعته في قلب الأمة.

وبيّن أن هذا الكيان عمل على تحقيق تطلعاته الاستعمارية في إضعاف الأمة وضرب كل المعاني والقيم والسعي للسيطرة على ثروات الأمة.

أما التحدي الثاني، وفق مشعل، أن (اسرائيل) ليست أداة استعمارية بل كيان له أجندته الخاصة، سيما أنه مستند في مشروعة إلى تاريخ وموروث ديني ويصارع الفلسطينيين على الأرض والقدس ويريد الهيمنة على المنطقة ويصبح اللاعب الوحيد وعدم السماح بأدوار للآخرين.

وأكد أن الاحتلال لا يريد شركاء في السيطرة وهو ضد أي دولة كبيرة ويعمل على إضعافها واستنزافها.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي طوّر استراتيجيته التي كانت في البداية أن يتحول من عصابات واستيطان لكيان عام 1948، وكان يسعى للاستمرار في البيئة المعادية وكيفية التفوق عسكرياً وشن الحروب.

واستطرد "الاحتلال أدرك من خلال استقراءه للحروب الصليبية أنه طالما بقي منبوذاً في المنطقة فلا مستقبل له، لذلك بدأ التفكير في مطلع التسعينيات بالتطبيع مع العرب واندماجه لضمان استمراره".

وطالب مشعل، بضرورة أن نحسن تقدير الموقف وقراءة الحالة الاقليمية والدولية بتركيز شديد وعدم التصرف بعيداً عن الواقع، والعيش في الأوهام كي لا يقود ذلك لنتائج كارثية.

ودعا لضرورة الإدارة الفاعلة عند النجاح في القضايا القطرية من خلال استحضار الصورة الكلية للأزمة، مشدداً على ضرورة وجود "قدر كبير من التعاون والتواصل وتبادل الرؤى للوصول لمرحلة الشراكة، والسعي لتصدير رؤية استراتيجية مشتركة".

كما أكد ضرورة تجاوز الخلافات العرقية والطائفية، "فنحن أمة تعايشنا مع خلافاتنا العرقية وتنوعنا الطائفي واللغوي وعشنا أمة واحدة وصنعنا حضارة عظيمة ولتكن عائقاً أمام تقدمنا وتطورنا معا".

وشدد أنه "لا نهضة بدون تفوق حضاري وعلمي وتكنولوجي، ولا قوة ونحن نعيش عالم الغاب والصراعات، فلا مكان لنا بدون عوامل النهضة والتقدم بفكر منفتح ومتجدد والخروج من النمطية".

وختم حديثه بقوله "الشعب الفلسطيني يتألم حينما يرى المطبعين ونخباً تتبرأ من قضية فلسطين، لكنه شعب لا يضعفه شيء وهو ينتصر، وسيقاوم ولن يتخلى عن أرضه، وأن ثقته بالأمة أصيل (..) المطبعون لا يعبرون عن ضمير الأمة".