فلسطين أون لاين

أفلام قصيرة وفن تشكيلي .. ​قاطِع الاحتلال

...
أحمد الشعراوي (أرشيف)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

على مدار خمسة أيام متتالية وصل الفنان أحمد الشعراوي ليله بنهاره لتجهيز مسودة لفكرة فنية تجمع بين البعدين الإنساني والاقتصادي، قبيل تقدمه للمشاركة في مسابقة "قاطع" الفنية الداعية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي.

وتضم المسابقة التي أطلقت في مطلع العام الجاري 2017م برعاية حملة مقاطعة فرعي :صناعة الأفلام القصيرة والفن التشكيلي، في الوقت الذي آمن فيه القائمون على المسابقة أن الفن بكل تخصصاته قوة ناعمة وفاعلة في تحقيق أهداف حملتهم.

وجهز الشعراوي لوحة فنية تدعو بوضوح إلى التوقف عن شراء البضائع الإسرائيلية، لاعتقاده بأنها تساهم مساهمة غير مباشرة في قتل الشعب الفلسطيني، واعتقال المواطنين، وهدم منازل المدنيين العزل، مثلما عبر الفنان أحمد عن ذلك بريشته وألوانه الداكنة.

وبين الشعراوي الذي نال المركز الأول أنه حاول أن يأتي بفكرة فنية تخاطب جميع الشرائح العمرية بسلاسة دون لبس، كون حملة المقاطعة تستهدف الجمهور الفلسطيني بجميع تصنيفاته.

وأضاف لصحيفة "فلسطين": "بذلت قصارى جهدي في بلورة فكرة تجمع بين الرسائل الفنية والاقتصادية والإنسانية"، لافتًا إلى أنه سيعمل في المدة المقبلة على تجهيز سلسلة لوحات تحذر من شراء بضائع الاحتلال، وذلك بمبادرة فردية منه.

أما الحاصل على المركز الثاني محمد النجار (21 عامًا) فلخص فكرته برسم سلة تجارية متحركة، وقد امتلأت بالدماء والأشلاء، في إشارة صريحة إلى أن التسويق لمنتجات الاحتلال الإسرائيلي يعني مزيدًا من الانتهاكات والقتل بحق الفلسطينيين، أينما كانوا.

وقال النجار: "جميع البشر يذهبون إلى السوق لشراء البضائع المختلفة، الفلسطينيون وغيرهم، وهنا تكمن الفكرة الخفية للوحة إذ تدعو إلى مقاطعة ونبذ المنتجات الإسرائيلية في فلسطين وخارجها"، مبينًا أنه احتاج إلى بضعة أيام لحبك الفكرة وتنفيذها.

وتساءل متعجبًا: "هل يعقل أن يدفع أهالي غزة _مثلًا_ ثمن الرصاص والقنابل التي تقتلهم؟!"، وأضاف: "الظروف الاقتصادية للكيان العبري تتحسن يومًا بعد الآخر، ومقابل ذلك هناك ارتفاع وتضخم في مستوى البطالة بين صفوف شبابنا".

وكان المركز الثالث من نصيب الشابة رانية مراد، التي عكست رغبتها في إظهار بشاعة دعم اقتصاد الاحتلال بإعداد لوحة متوسطة الأضلاع رسمت عليها جمجمة رأس كبيرة، وفي داخلها جماجم أخرى حملت أسماء بضائع إسرائيلية مشهورة.

تحديات

بدوره بين رئيس حملة المقاطعة- فلسطين الدكتور باسم نعيم أن المسابقة الفنية سعت إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الفنانين الفلسطينيين، للمشاركة بأفكارهم وأعمالهم في تعزيز مقاطعة كيان الاحتلال الإسرائيلي على الصعد كافة.

وذكر نعيم قبيل توزيع الجوائز أن الحملة المقاطعة تحقق نجاحات ملموسة مع أنها تواجه تحديات متعددة، مضيفًا: "المقاطعة واجب على كل إنسان حر يؤمن بحقوق شعبنا الفلسطيني".