فلسطين أون لاين

الأسيرة عصافرة.. تركت وراءها طفليْن يتجرعان مرارة فراقها

...
أسيرات فلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي (أرشيف)
الخليل-غزة/ فاطمة الزهراء العويني

يخيم الحزن على عائلة زوج الأسيرة إيناس عصافرة (25 عامًا) التي حرم الاحتلال طفليْها منها بتغييبها خلف القضبان، إذ تلتاع قلوب العائلة كلما سأل الصغيران عن أمهما ومتى ستأتي؟! فلا يملكون إجابة للسؤال عن أحوالها، ولا يعرفون موعد الفرحة بعودتها وزوجها الأسير قاسم وشقيقيْه الأسيريْن أحمد ومحمد.

واعتقل الاحتلال الإسرائيلي عصافرة وزوجها في 10 أغسطس/ آب عام 2019م بعد اقتحام منزلهم بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

وتقول نجاح عصافرة: إن ابنيّ إيناس، محمد (6 أعوام)، وعبد الرحمن (5 أعوام) يتساءلان على الدوام متى سيعود والداهما ليعيشا معهما في نفس المنزل؟ "أخفينا حقيقة اعتقال شقيق زوجي قاسم وزوجته إيناس عن طفليْهما لمدة طويلة".

وتضيف: "كنا نقول لهما بأن والديهما في رحلة وسيعودان قريبًا لكننا اضطررنا تدريجيًّا لقول الحقيقة لهما غير أنهما لا يكفان عن سؤالنا عن موعد عودتهما وهو الأمر الذي لا نملك له جوابًا".

وتشير إلى أنه منذ اقتحام الاحتلال لمنزل قاسم واعتقاله وزوجته فإن "المصائب" تتوالى على العائلة، حيث أعاد الاحتلال اعتقال شقيقي قاسم (أحمد، ومحمود) وجميعهم ينسب لهم مسؤولية قتل الجندي الإسرائيلي "دبير شوريك" قرب بيت لحم فيما يتهم الاحتلال إيناس بالتستر على زوجها.

وتلفت إلى أن محكمة الاحتلال تطالب بالحكم بالمؤبد (99 عامًا) على قاسم وعدة سنوات على إيناس، فيما يعاني طفلاهما مرارة الفراق والعيش، إذ يتنقلان في المعيشة بين بيت جدهما لأبيهما وجدهما لأمهما.

وتقول: "من لطائف القدر أنهما ليلة الاعتقال كانا يبيتان عند أهل أمهما فلم يشهدا الحدث، بعدها عشنا فترة من الرعب خشية قيام الاحتلال بهدم منزلهما في 28 نوفمبر/ تشرين ثان 2019، وهو ما حدث فعلًا لاحقًا ولم نستطع انقاذ سوى بعض من أغراضهما".

وتبين أن محمد وعبد الرحمن بكيا بشدة لحظة مشاهدة هدم المنزل وأخذا يقولان: "سنبني بيتًا أجمل لأمي عندما تخرج من السجن"، مشيرة إلى أن ما يزيد من صعوبة الوضع على العائلة هو معاناة إيناس من عدة أمراض وعدم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لها بالسجن.

وتوضح أن "إيناس" تعاني من التهاب في المفاصل ونقص في البروتين وقولون عصبي، ووضعها النفسي غاية في السوء لبعدها عن أطفالها، وندرة الزيارات، "حيث نطمئن عليها بين الحين والآخر من قبل المحامي".

وتطالب عصافرة بالإفراج عن إيناس التي يتحسر أطفالها لفراقها، قائلًا: "صحيح أن الأب والأم كلاهما مهم للأطفال لكن على الأقل فليفرجوا عنها، فالأم قادرة على تعويض أطفالها مرارة غياب والدهما فهما يعيشان معاناة كبيرة لا توصف".

وتضيف: "رغم كل محاولاتنا تعويض الطفلين عن غياب أمهما في الرعاية والتنزه وتوفير ما يطلبونه، لكن ذلك من المستحيل أن يعوضهما عن غيابها خاصة مع قرب موسم الدراسة والتحاق محمد بالمدرسة للمرة الأولى في حياته".

فيما يؤكد عارف عصافرة "جد الطفليْن" أنه يحاول وزوجته وزوجات أبنائه وبناته بكل الطرق تعويض الطفلين عن مرارة غياب والدتهما، مطالبة بالإفراج عنها حتى ترعى أطفالها.

وقال: "تقطعت قلوبنا عندما زاروها فقد انخرطت وهما بالبكاء الشديد ودخلوا في مرحلة انهيار عصبي إثر رؤية بعضهما البعض من وراء زجاج السجن".