فلسطين أون لاين

بالصور إعلاميون يُوصون بضرورة أنسنة القضية الفلسطينية أمام الغرب

...
جانب من الندوة - عدسة صحيفة فلسطين

غزة/ صفاء عاشور:

أوصى إعلاميون بضرورة اتباع إستراتيجية وسياسة واضحة تبرز الحق الفلسطيني من خلال أنسنة القصص التي تُعرَض في الإعلام، خاصة عند إعداد القصص للجمهور الغربي الذي يتفاعل مع القصص الإنسانية أكثر من الإخبارية أو السياسية.

وأكدوا خلال ندوة عقدها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بعنوان "أنسنة الإعلام.. إعدام الأم داليا سمودي نموذجًا" عقدت اليومبغزة، ضرورة استخدام لغة إعلامية يتجاوب ويتفاعل معها القارئ الأجنبي في أنحاء العالم كافة.

مراسل قناة الميادين في غزة أحمد شلدان، أوضح أن إنجاز القصص الصحفية الإنسانية يتطلب من الصحفي أن يكون إنسانًا قبل أن يكون صحفيًا، مشيرًا إلى أن الإعلام الفلسطيني يعاني خللًا في تغطيته القضايا الإنسانية.

وقال شلدان في كلمه له: "لا يوجد لدى الصحفي الفلسطيني تفريق بين مخاطبته الإعلام المحلي والدولي سواء كان ذلك على صعيد الزوايا أو المصطلحات المستخدمة أو طرق تداول القصص سواء من ناحية إخبارية أم اقتصادية أم إنسانية وغيرها من الأساليب الصحفية".

وأضاف: "في الإعلام الغربي يُنظر إلينا على أننا نحن الأعداء والمعتدين بسبب نزع صفة الإنسانية التي تتحلى بها كل القصص الفلسطينية، في حين تحظى رواية الاحتلال الإسرائيلي أمام الغرب بكل الاحترام والتعاطف معه رغم أنهم هم المجرمون".

وبيّن شلدان أن الاحتلال يعرف كيف يلعب على الوتر الإنساني عند نقل الأخبار والتغطيات الخاصة بكل الأحداث المتعلقة بالقصص الإنسانية، ويعمل على تكبيرها وإظهارها بطابع مأساوي لجلب مزيد من التعاطف.

وشدد شلدان على أن القضية الفلسطينية فيها الكثير والكثير من القصص الإنسانية التي يستحق التركيز عليها، وقد نجح الصحفيون في إبرازها في بعض الأحيان مثل قضية الطفل محمد الدرة، وعهد التميمي وغيرهما، إلا أنها تبقى قصصًا قليلة مقارنة بما يحصل على أرض الواقع.

وأردف: "إن قصة الشهيدة الأم داليا سمودي التي اغتالتها رصاصات جنود الاحتلال الإسرائيلي وهي في بيتها تُعِدُّ الطعام لطفلتها الصغيرة، من القصص الكثيرة التي أهملها الإعلام الفلسطيني ولم يعمل على الاستفادة منها رغم أنها قصة إنسانية بامتياز كان بإمكانها أن تُحدِث صدًى كبيرًا في الإعلام الغربي والعربي".

وطالب شلدان بضرورة الانتباه لأهمية الإعلام الإنساني على مستوى القضية الفلسطينية والابتعاد عن الجانب السياسي والأرقام، مع ضرورة وضع محددات للإعلام الفلسطيني بهدف تغيير نظرة العالم للقضية الفلسطينية من خلال إعلاء قيمة الإنسان.

مخاطبة الغرب

من جانبها قالت الصحفية غالية حمد: "إن الإعلام الإسرائيلي نجح في التفوق على الإعلام الفلسطيني في مخاطبة الجمهور الغربي في الدول المتقدمة، وهذا التفوق لا بد من دراسته والتعلم منه في كيفية استخدام وسائله لصالح القضية الفلسطينية".

وأضافت في كلمة لها: "في الإعلام الإسرائيلي يوجد متحدث خاص بالعرب يتكلم اللغة العربية ويستعين بأمثالهم وآيات من القرءان الكريم ويقدم التهاني بأعيادهم وله متابعون كثر، ولكن هل فكر الفلسطينيون يومًا بتخصيص متحدث يتوجه لليهود في القضايا التي تهمنا بلغتهم العبرية؟"

وتساءلت حمد: "لماذا حتى الآن لا يوجد أحد يخاطب الإعلام الدولي بقوة في اللغات الدولية مثل الفرنسية والإسبانية ولغات أمريكا اللاتينية التي يوجد بها جالية فلسطينية كبيرة ويوجد مناصرون لها".

وأوضحت أن قصة الشهيدة داليا سمودي لو حدثت لمستوطِنة إسرائيلية لاستغلها إعلام الاحتلال ولم يتوقف عن الحديث عنها و"إجرام" الطرف الفلسطيني بحقها، مستدركًا: "أما الإعلام الفلسطيني فاكتفى بنقل خبر استشهادها وطوى قصتها ككثير من القصص".

وأشارت حمد إلى أن الإعلام الفلسطيني أصبح همُّه قضايا بعيدة كل البعد عن اهتمامات الشارع الفلسطيني وهمومه، مطالبةً بضرورة ضبط حالة الخطاب الفلسطيني وتوجيهه للعالم بدراسة وبإنسانية أكثر من أي جانب آخر.

ودعت إلى إعادة ترتيب المناهج الجامعية الإعلامية للتناسب مع متطلبات الإعلام الحالية، وتعزيز التعاون مع الأجسام الصحفية المختلفة وضبط حديث النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعية بحيث ينْصَبُّ عملهم في البوتقة الداعمة لأنسنة القضية الفلسطينية نفسها.

طرح القضايا الإنسانية

في السياق ذاته، قال مدير تحرير صحيفة فلسطين"، مفيد أبو شمالة: "من المهم طرح القضايا الفلسطينية إنسانيًّا لتصل إلى قلوب البشر بغض النظر عن أديانهم وجنسياتهم، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الخطاب الإنساني الذي يلمس القلوب".

وأضاف في كلمة له: "إن معركتنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي مع الجمهور الغربي هي أن الاحتلال عرف كيف يصل إليه، على عكس الإعلام العربي والفلسطيني، لذلك لا بد من التنبه لهذا الأمر وتدارك الأمر للوصول إلى الرأي العام الغربي الذي يستطيع التأثير على حكوماتهم".

ونبه أبو شمالة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتفوق عسكريًّا واقتصاديًّا وإعلاميًّا من خلال امتلاك منظومة إعلامية دولية كبيرة، لذلك أصبح سهلًا عليه إقناع الغرب بأي شيء يريده رغم أنه كيان ظالم، مبني على الظلم.

وأردف: "أما نحن الفلسطينيين أصحاب الحق فإن كلمتنا دائمًا ما تصل بطريقة خاطئة وبأدوات يسيرة لا تجذب انتباه أي قارئ أجنبي"، مشددًا على ضرورة العمل على تغيير هذه النظرة للإعلام الفلسطيني وللقضايا المطروحة فيه.

ودعا أبو شمالة إلى ضرورة الاهتمام بالصورة الفلسطينية فهي كافية لإيصال الحق الفلسطيني دون أي كلمة، مع ضرورة التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التواصل مع جهات أجنبية والحديث معهم عن القضية الفلسطينية وتوضيحها لهم.