يحاول العدو الصهيوني على مدار السنوات السابقة جعل الحصار على قطاع غزة أمرًا واقعًا، ويجب على أهل القطاع التعايش معه وكأنه حقيقة ثابتة، لا يمكن لهم الخروج منه بأي حال، ما دامت حركة حماس التي جاءت بالانتخابات عام 2006م تحكم القطاع وترفض التنازل عن الثوابت الوطنية التي أعلنتها منذ انطلاقتها، كالمطالبة بتحرير كامل فلسطين ورفض الاعتراف بدولة الاحتلال، والتمسك بالكفاح المسلح في مواجهة المحتل، ويظن قادة الصهاينة أن بعض التفاهمات التي توصلت إليها الفصائل عبر الوسطاء مع دولة الاحتلال وتعمل على تخفيف الحصار، مثل: إدخال بعض المساعدات النقدية من دولة قطر للفقراء، وتحسين ساعات وصل الكهرباء، هي ما سيجلب الهدوء، مستغلين الأوضاع السيئة التي تعيشها المنطقة، وانزلاق بعض الدول العربية في توقيع اتفاق سلام مع دولة الاحتلال، وهرولة أخرى إلى التطبيع كل أنواعه، طعنةً في ظهر القضية الفلسطينية، وانقلابًا على المبادرة العربية التي أعلنها ملك السعودية.
لا شك ليس إدارة الحصار أو التسليم به واقعًا حتميًّا على شعبنا الذي رفض الاحتلال ورفض قراراته على مدار قرن من الزمن يمكن أن يقبلهما الفلسطينيون، أو يتعايشوا معه كجزء من حياتهم اليومية، فشعبنا يطلب الحرية والكرامة، ويطلب رفع الحصار كاملًا عن القطاع في هذه المرحلة، حتى يعيش أهلنا دون أزمات يومية طالت الطعام والدواء لكل بيت من بيوتنا في القطاع.
شعبنا يستطيع أن يعيش بأفضل حال عند رفع الحصار، ولا يريد أن يتحول إلى متسول كما يرغب الاحتلال، ينتظر من يعطيه لقمة عيشه بأمر المحتل، فلا يمكن قبول هذا بأي حال من الأحوال، فقطاع غزة استطاع على مدار سنوات سابقة أن يصدر العديد من الصناعات والمزروعات لجميع الدول بحيث يعمل الجميع دون حاجة لمساعدة من أحد، لكن الحصار بسبب الاحتلال عمل على خنق القطاع ومنع إدخال المواد الخام المطلوبة للصناعات المتعددة، كما عمل على منع التصدير بكل أنواعه، لنصل إلى إغلاق آلاف المصانع وتحول العمال والخريجين إلى البطالة بفعل الحصار.
لذا لا بد من مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة حتى رفع الحصار كاملًا عن أهلنا في القطاع، وصولًا إلى دحر الاحتلال عن أرضنا، ليعيش شعبنا بكرامة كبقية شعوب الأرض.