فلسطين أون لاين

​صاروخ بتر قدميها وأشعل حلمها

...
جميلة الهباش (أرشيف)
غزة - هدى الدلو

لا تزال الحرب تعيش داخلها بعدما أبت إلا أن تترك آثارها في جسدها، وذلك في حرب الفرقان 2008م، فقد خرجت مع شقيقتها وأبناء عمها إلى سطح المنزل لتفرغ طاقاتها الطفولية، فبَغَتهم صاروخ إسرائيلي سرق أرواح بعضهم وبتر براءة طفولتهم، فحينها لم يتجاوز عمرها خمسة عشر عامًا، استيقظت بعد يومين لتجد نفسها قد حرمت من ممارسة لعبة "الحجلة" بسبب فقدها طرفيها.

جميلة الهباش (٢٣ عامًا) بعد إصابتها انقلبت حياتها مئة وثمانين درجة، فاستطاعت آلة الحرب الإسرائيلية أن تبتر قدميها، ولكنها لم تستطع أن تبتر حلمها وإرادتها بأن تصبح إعلامية.

تسرد بداية إفاقتها من غيبوبتها، ولحظة سماعها خبر فقدان قدميها، فقالت: "من أول لحظة وضع الله في قلبي الإرادة والصبر، ومثل ما بقولوا "الضربة إلي ما بتوجعك بتقويك"، وبالعكس أصررت على تحقيق حلمي وتخطي الصعوبات والنجاح".

فرد فعل الهباش البادر نوعًا ما كما وصفته، ووجود أهلها بجوارها ووقوفهم معها لم يتركا لها مجالًا للتفكير في الإصابة.

همة وإصرار

وبهمة عالية وإرادة صلبة تمكنت من اجتياز مرحلة الثانوية العامة برغم الظروف المفروضة عليها، فتوّج مجهودها بمعدل يمكنها من تحقيق حلمها والالتحاق بكلية الإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون في جامعة الأقصى.

وتضيف الهباش: "فقبل إصابتي كان حلمي أن أكون صحفية، وبعد الإصابة أصررت على تحقيق حلمي لأنقل رسالتي ومعاناة أهل غزة للعالم وخاصة المجتمع الغربي، فمن خلالها سأستطيع أن أقاوم الاحتلال بقلمي وصوتي الإذاعي، أو من خلف الكاميرا".

ولم يقف أهلها أمام تحقيق حلمها بل على العكس وقفوا معها بكل خطوة تخطوها من أجل إكمال مشوارها.

وأشارت الهباش إلى أنه رغم ارتفاع نسب الأشخاص من ذوي الإعاقة في قطاع غزة بسبب الحروب المستمرة إلى أن الأماكن العامة غير موائمة وغير مؤهلة لتنقلهم بحرية، والحصار الخانق الذي يقف حائلًا أمام تركيب أطراف صناعية.

وبوجه يبرق بالأمل والحياة، بعد أن حققت جزءًا من حلمها في أن تكون صحفية تطمح في العمل في قناة فضائية لها اسمها لتكون رسالتها قوية وصادقة وحملت رسالة للشباب: "لا تسمحوا لأي عائق أمامكم بأن يبعدكم عن مسار تحقيق حلمك، بل اخطوه بكل إرادة وقوة، والعقبات مع الوقت ستنتهي".