يخشى مواطنون فلسطينيون من اتساع رقعة تفشي فيروس "كورونا" في شرقي القدس، مع تزايد أعداد الإصابات في الآونة الأخيرة، في ظل تردي الخدمات الصحية التي تقدمها سلطات الاحتلال وقلّة المراكز الصحية الخاصة بالفحص بالمدينة.
وأفاد عضو لجنة الطوارئ في القدس، حازم الرويضي، أن حالات الوفاة منذ بداية الجائحة وصل إلى 17 منها، 3 سجلت أول من أمس، اثنتان في كفر عقب وواحدة في شعفاط، إضافة إلى وجود 3 حالات حرجة موصولة بأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأشار إلى أن عدد الإصابات النشطة في المدينة المقدسة وصل إلى 1823 حالة.
ويؤكد المقدسي عبد العفو زغيّر، أن أعداد الإصابات في مدينة القدس في ارتفاع مستمر، حيث يُسجّل يوميًا إصابة عشرات المقدسيين.
ويقول زغيّر لصحيفة "فلسطين": إن ارتفاع الإصابات بشكل يومي يزيد تخوفات المقدسيين، خاصة في ظل تردي الخدمة الصحية المُقدمة لهم، وقلّة أعداد مراكز الفحص الخاصة والبالغ عددها 5 لأكثر من 350 ألف مقدسي.
وأوضح زغيّر الذي يقطن في بيت حنينا، أحد أحياء مدينة القدس، أن غالبية الإصابات مصدرها الشق الغربي من المدينة، وذلك نتيجة اختلاط المقدسيين مع سكان مدن الداخل المحتل.
واستدرك أن "غالبية المقدسيين بدؤوا يتعايشون مع المرض واتخاذ بعض إجراءات الوقاية".
وحذّر من أن "عدم وجود رعاية صحية كافية يساهم بتفشي المرض بصورة أكبر، وقد تشهد القدس موجة ثانية أكبر من سابقتها"، مشيرًا إلى أن المقدسيين يواجهون سياسة تمييز عنصرية عند تلقي العلاج في مستشفيات الاحتلال.
ولم يختلف الحال لدى المقدسية سندس عويص، التي تشتكي من سياسة الاحتلال العنصرية في التعامل مع المقدسيين المصابين، عدا عن قلة أعداد المراكز المختصة بالفحص.
ونبّهت سندس إلى وجود نقص في المعدات والمستلزمات الطبية الموجودة في بعض المراكز العربية، وهو ما ينعكس سلباً على المقدسيين ويؤدي لارتفاع أعداد المصابين.
وبيّنت لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال تتعامل مع مصابي كورونا في القدس كأي إصابة عادية، إضافة إلى اعتماد حجر المواطنين منزلياً وعدم إخضاعهم لمراكز حجر صحية، وهو ما يشكّل خطراً على كثير من العائلات المقدسية.
وأوضحت أن تقصير سلطات الاحتلال يدفع الشبان المقدسيين لإطلاق حملات تطوعية للتعقيم وفحص المشتبه بإصابتهم، "لكنهم أيضًا يتعرضون لملاحقة الاحتلال".
وأشارت في المقابل إلى وجود تقدم في الالتزام بالإجراءات الوقائية من فيروس "كورونا" لناحية ارتداء الكمامة الطبية والتباعد الاجتماعي وعدم التجمهر لأكثر من 19 شخصًا داخل أي مكان مغلق، وذلك ضمن محاولات المواطنين للتكيف مع المرض.
من جانبه، أكد مدير صحة محافظة القدس د. خالد شيحة، ارتفاع أعداد المصابين بفيروس "كورونا" خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى وجود 6 حالات وفاة منذ الأسبوع الماضي وحتى اليوم.
وبيّن شيحة خلال حديثه مع "فلسطين، أن معدل أعداد المصابين في مدينة القدس يصل إلى 200 إصابة يومياً، في حين تشهد ضواحي القدس انخفاضاً طفيفاً إلى حد ما.
وأوضح أن الالتزام بالإجراءات الوقائية يختلف من مواطن لآخر، لافتاً إلى أن مستوى الالتزام في المناطق التي تقع تحت سيطرة السلطة -مناطق ضواحي القدس- أقل نوعاً ما، مستدركاً "لكن الأمر يعتمد حالياً على ثقافة الشخص ذاته".