بعد خمسة أشهر من الإجازة الطويلة التي جاءت مع إجراءات وقائية من فيروس كورونا دفعت إلى استكمال المنهاج عبر التعليم الإلكتروني لإنهاء العام الدراسي، ولحقت بها الإجازة الصيفية المعتادة، عاد الطلبة إلى مقاعد الدراسة، في حين سيطبق في المدارس البرنامج الاستدراكي.
وكان وكيل وزارة التربية والتعليم بغزة د. زياد ثابت أفاد أن المدة من 8 أغسطس 2020م حتى 31 أغسطس2020م ستخصص للتعليم الاستدراكي لجميع الصفوف (5-12)، ولبرنامج الصفوف من (1-4).
وبحسب حديث ثابت ستخصص المدة (1-3) سبتمبر لاختبارات الطلاب في المادة الاستدراكية، بحيث تمثل نتائج هذه الاختبارات 50% من الدرجة المخصصة لاختبار الشهر الأول من الفصل الدراسي الأول، وسيكون دوام الطلاب في المرحلة الاستدراكية (4) حصص يوميًّا.
الاختصاصي التربوي د. داود حلس يرى أن غياب الطلبة عن المدراس بسبب الإجازة الصيفية وزاد عليها إجازة كورونا أثر على الطلبة، خاصة في الصفوف الأولية، فوفقًا لدراسات علمية انقطاع تلك الفئة عن الدراسة مدة طويلة يؤثر على المستوى القرائي والكتابي والحسابي، ما دفع الوزارة لوضع خطة استدراكية، خاصة في اللغة العربية والرياضيات.
ويشير إلى أنه يجب اللجوء في تطبيق تلك الخطة واستكمال المنهج الدراسي من العام الماضي إلى التعلم باللعب والمرح للأطفال، وفي المراحل التعليمية المتقدمة الاعتماد على إستراتيجيات التعلم النشط.
ويقول حلس لصحيفة "فلسطين": "ذلك الأسلوب يعمل على تهيئة واستعداد الطلبة للدراسة، وهو أمر في غاية الأهمية لإيجاد الدافع والحافز في نفوسهم، وحتى لا يصابوا بالملل بعد تلك الفترة من الجلوس في البيت والراحة".
ويضيف: "مهمة الخطة الاستدراكية تحبيب المدراس إلى الطلبة، وتحفيز التعلم باللعب الذي يزيد دافعيتهم نحو التعلم، فالتدريس مهمته تنمية التفكير للاستفادة منه في الحياة والمستقبل، ولا يكون ذلك إلا بالفهم، فالحفظ كالحجارة، والفهم هو بناء الحجارة".
ويلفت حلس إلى أن البرنامج الاستدراكي هو لأجل إدراك المهارات التي لم يتمكن منها الطفل، بسبب عدم حصوله على التدريبات الكافية، خاصة أن التعلم الإلكتروني لم يكن مجديًا عند كثيرين، لذلك سيعمل القائمون على ذلك البرنامج من معلمين ووزارة على إيصال المهارات التي لم يدركها الطالب.
وينبه إلى أن المهارات مكتسبة لذلك تحتاج إلى مزيد من التدريس والتعليم، والمعرفة تراكمية يعتمد بعضها على بعضٍ من الصفوف الأولية إلى العليا.
ولكن التساؤل الذي يدور في أذهان بعضٍ: هل سيؤثر المنهج الاستدراكي على منهج هذا العام؟، يجيب حلس: "لا شك، لا، لأن الأمر سيكون تدريجيًّا مدة ثلاثة أسابيع، ولكن سيكون الفصل الأول طويلًا وكبيسًا، ويحتاج الطالب إلى راحة، فلا بد من اللجوء إلى استخدام الإستراتيجيات في التعلم حتى لا يشعر الطالب بالملل".
بدوره يقول المدير العام للإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم د. محمود مطر: "بالخطة الاستدراكية ستستخلص المهارات التي قُلصت لتقتصر على الأساسي منها، خاصة أن السنوات التعليمية تراكمية يعتمد بعضها على بعض".
ويبين لصحيفة "فلسطين" أن الخطة ستطبق من بداية العام الدراسي، وبعد الانتهاء هناك اختبار في المهارات التي درست.
ويتابع مطر: "طبيعة المنهاج التراكمي، والمهارات التي لها ارتباط بالتعليم الجديد ولا يمكن تجاوزها هما ما فرض وضع تلك الخطة".
ويوضح أن الطالب يفقد خلال الإجازة الصيفية الطبيعية من 20% إلى 50% من المهارات التي تعلمها، متسائلًا: "فكيف لو كانت مدة الإجازة أطول من المعتاد؟!".
ويختم مطر: "لا بد من إعادة تنشيط الذاكرة واسترجاع المعلومات وتكوين أنماط تفكير، وتعلم مهارات تؤهل لتجاوز الأعوام الدراسية القادمة".
ويتخلل البرنامج الاستدراكي إعطاء المواد الاستدراكية للطالب في المرحلة التي لم يستكملها في العام الدراسي الماضي، وسيعتمد على المواضيع والمهارات المهمة.