فلسطين أون لاين

تواصل التّظاهرات المطالبة بإسقاط نتنياهو

تحليل: انسداد الأفق أمام نتنياهو قد يذهب بـ(إسرائيل) لانتخابات رابعة

...
الناصرة- غزة/ أدهم الشريف:

شهد الاجتماع الأسبوعي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأول، مواجهة بين "رئيس الحكومة" بنيامين نتنياهو الذي هاجم المتظاهرين، ووزير الجيش بيني غانتس، الذي طالب بحماية المتظاهرين والسماح بالتظاهر.

ووصف نتنياهو، وفق ما نقلته القناة (12) الخاصة، التظاهرات المتصاعدة ضده، أمام مقر إقامته، بأنها "محاولة للدوس على الديمقراطية".

وأضاف: "لم يحاول أحد الحد من التظاهرات التي هي حاضنة لـ (فيروس) كورونا، بل يحدث العكس.. يؤججون تلك التظاهرات ويسمحون بشل الأحياء وإغلاق الطرق في تناقض صارخ مع كل ما كان معمولا به في السابق".

واتهم نتنياهو معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتواطؤ وتأجيج التظاهرات وعدم تغطيتها إعلاميًّا بل المشاركة فيها.

ومساء السبت الماضي، واصل آلاف الإسرائيليين التظاهر في عشرات المناطق، بما في ذلك أمام مقر إقامة نتنياهو في "شارع بلفور" بالقدس المحتلة.

ويحتج المتظاهرون ضد إدارة حكومة نتنياهو لأزمة فيروس كورونا، ويطالبون باستقالته بسبب محاكمته في ثلاث قضايا فساد: الرشوة، وخيانة الأمانة، والاحتيال.

ومنذ أكثر من شهرين، يتظاهر آلاف الإسرائيليين أسبوعيًّا، وفي بعض الأحيان أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد، للمطالبة باستقالة نتنياهو.

وهاجم بيني غانتس وزير جيش الاحتلال والشريك في الائتلاف الحكومي نتنياهو قائلا: "الاحتجاج هو شريان الحياة للديمقراطية وعلينا السماح بالتظاهرات وحماية المتظاهرين".

وأضاف غانتس خلال اجتماع الحكومة: "الليلة الماضية تم اعتقال 12 متظاهرًا بعدما تظاهر نحو (15) ألف شخص في بلفور".

ومضى غانتس: "كحكومة نحن ملتزمون بالإنصات للناس. كحكومة، علينا مسؤولية السماح بالتظاهر وحماية المتظاهرين الذين، للأسف، تعرضوا للهجوم في عدة بؤر أمس أيضا".

فتيل الموازنة

وتأتي المواجهة بين نتنياهو وغانتس في سياق تصاعد التوترات بينهما مؤخرا، ما ينذر بإمكانية حل الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة.

وتمثل مسألة الموازنة الجديدة إحدى المسائل الشائكة بين نتنياهو وشريكه غانتس إذ يسعى الأول لإقرارها لمدة عام، أما الثاني فيريدها لعامين، وذلك على أساس الاتفاق الذي جرى بينهما قبل الدخول في حكومة مشتركة.

ووفق القانون الإسرائيلي، فإن آخر موعد للتصديق على الميزانية الجديدة يوم 25 أغسطس/ آب الجاري.

وفي حال تعذر التوصل إلى تفاهم بين أقطاب الائتلاف الحكومي، وطرح الميزانية للتصديق عليها في الكنيست، فإن ذلك يعني التوجه إلى انتخابات برلمانية جديدة.

في غضون ذلك، اتفق محللان سياسيان على أن انسداد الأفق السياسي أمام زعيم حزب "ليكود" اليميني رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وما نتج عنه من تظاهرات تطالب برحيله من سدة الحكم، قد يؤدي بدولة الاحتلال الإسرائيلي إلى انتخابات رابعة قريبًا.

وتشهد مناطق رئيسية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة الـ48، تظاهرات مناوئة لنتنياهو تطالب برحيله، ورفع المتظاهرون أخيرًا شعار "مللنا منك"؛ وذلك بعد قرابة (11) سنة متتالية قضاها نتنياهو رئيسًا لحكومة الاحتلال.

ورأى المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي د. إبراهيم أبو جابر؛ أن الحراك في الشارع الإسرائيلي قوي، وله عدة أسباب أبرزها تردي الأوضاع الاقتصادية في (إسرائيل).

وردّ أبو جابر لصحيفة "فلسطين"، تراجع الاقتصاد الإسرائيلي إلى عوامل سياسية تزامنت مع جائحة "كورونا" وما تبعها من إغلاق لمؤسسات القطاع الخاص من مطاعم ومقاهٍ ومؤسسات أخرى.

وأضاف: "هذا الأمر لا شك أنه ترك تداعيات سلبية خطيرة على الإسرائيليين ووضعهم الاقتصادي".

وبين أنه من الأسباب التي دفعت جمهور المستوطنين للتظاهر ضد نتنياهو، قضايا الفساد المتهم بها الأخير، والملفات المطروحة أمام محاكم الاحتلال، والتي حققت فيها شرطة الاحتلال الإسرائيلي وقدمت ضده لائحة اتهام، وأيضًا استغلال نتنياهو لمنصبه السياسي للتهرب من القضاء الإسرائيلي.

وتابع: المجتمع الإسرائيلي ملَّ نتنياهو، ومل وجود شخص من هذا النوع لمدة 11 سنة على كرسي الحكم، وهناك رغبة لتغيير قمة القيادة السياسية في (إسرائيل).

متنفس لليسار

وأوضح أبو جابر أن هذه التظاهرات تعدّ متنفسا لليسار الإسرائيلي البعيد عن الساحة السياسية الإسرائيلية في ظل هيمنة اليمين وتوقف عملية التسوية حتى جاءت ما تسمى "صفقة القرن" ونية نتنياهو ضم الضفة الغربية، "ويبدو أن اليسار أفاق من غفوته مجددًا؛ وهو يشارك في التظاهرات ضد نتنياهو".

وإن كان توقف عملية "التسوية" من أسباب الخروج للتظاهر، ذكر أبو جابر أن اليسار الإسرائيلي المتواجد بقوة في هذه التظاهرات ضد نتنياهو، يدعم إقامة دولة فلسطينية، ووقف سياسة القمع الإسرائيلية ضدهم.

ونبَّه إلى أن تصاعد وتيرة التظاهرات ضد نتنياهو وشمولها الأراضي المحتلة سنة 48، سيؤدي إلى حل "الكنيست" وحكومة الاحتلال، والإعلان عن جولة انتخابات جديدة هي في الحقيقة ستكون الرابعة في أقل من عامين.

وعدَّ المختص بالشأن الإسرائيلي أن مستقبل نتنياهو أصبح على المحك، وقد ينتهي كزعيم لحزب "الليكود"، لكن هذا الحزب سيبقى قويًا في الشارع الإسرائيلي، والعديد يرى أن نتنياهو في أيامه الأخيرة سياسيًّا.

عقدة الانتخابات المتكررة

من جهته، قال المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، إن الأوضاع السياسية الداخلية في (إسرائيل) هي التي دفعت أحزابا إسرائيلية يمثلها مستوطنون للتظاهر ضد نتنياهو، بسبب التداعيات الخطيرة التي تركتها على الأوضاع الاقتصادية في دولة الاحتلال.

وذكر بشارات في تصريح لـ"فلسطين"، أن هناك حالة أشبه بالشلل في دولة الاحتلال إثر الانتخابات المتكررة في أقل من عام، والأزمات السياسية التي لم تحل في زمن نتنياهو منذ توليه رئاسة الحكومة.

وبين أنه لم يحصل في (إسرائيل) عدم إقرار ميزانية سنوية للدولة، لكن هذا حصل في زمن نتنياهو إذ لم تقر الميزانية منذ عامين؛ "وهذا نتيجة الأزمة السياسية التي انعكست سلبًا على المصالح الاقتصادية الصغيرة، وألحقت بها أضرارا كبيرة، في ظل تداعيات جائحة كورونا التي زادت الطين بلة".

وتوقع سلسلة سيناريوهات للمشهد الإسرائيلي مع استمرار التظاهر ضد نتنياهو؛ "فمن الممكن أن تؤدي إلى مشاكل صعبة في (إسرائيل) قد تشمل حربا داخلية، أو عودة المستوطنين إلى بلادهم التي جاؤوا منها للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو التوجه للتصعيد في غزة"، لكن السيناريو الأقوى التوجه لانتخابات رابعة مبكرة.

المصدر / فلسطين أون لاين