(البر والإحسان) مسجد في البيرة قام المستوطنون اليهود بحرقه. لماذا حرقوه؟! الجواب: لأنه مسجد للمسلمين، وهم يريدون أرضًا بلا مسلمين، وبلا مساجد؟! مسجد البر والإحسان لم يتسبب بضر لأحد من المستوطنين أو اليهود، لذا لا يوجد سبب مباشر لحرقه. السبب الحقيقي للحرق يكمن في العقيد الفكرية والتوراتية المؤسسة على أساطير، والتي تزعم أن فلسطين كلها أرض (إسرائيل)، وأن قيام الدولة اليهودية الجديدة يتعارض مع وجود عرب ومسلمين في أراضي الدولة اليهودية؟! لذا تمّ الإحراق؟!
سلطات الاحتلال التي تزعم أنها سلطات قانون، وأنها أمينة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتحفظ أمنها وأمن المصلين فيها، أثبتت كذبها، وأنها تحمي المجرمين، فلم يصدر عن حكومة الاحتلال استنكارًا للجريمة، ولا اعتقالًا للمتهمين بالحريق، ولم تشكل لجنة تقصي حقائق، ولا لجنة تقدير الأضرار ورسم التعويضات؟!
احتلال عنصري، يقوده رئيس عصابه اسمه نتنياهو؟! وحين أقول رئيس عصابه، فإن عددا من زعماء الأحزاب الإسرائيلية يقولون إنه رئيس عصابة، لا رئيس دولة؟!
خذ شاهدًا على هذه الفكرة، قتلت قواته المحتلة على محسن أحد كوادر حزب الله اللبناني قبل أيام، ومع أن جريمة القتل تستوجب سياسة مرنة تنزع فتيل التفجير المحتمل على الجبهة اللبنانية، يقوم نتنياهو بتهديد حزب الله من ناحية، وحكومة لبنان من ناحية أخرى، بتدفيعهم ثمنًا باهظًا إذا ما ردّ حزب الله على مقتل على محسن؟! لا يقتل ولا يمارس التهديد بالويل والثبور، وهو على خطأ، إلا بلطجي، رئيس عصابة، تغريه قوته على التمادي في غيه وبغيه؟!
نعم، حرق مسجد البر والإحسان ليس الحريق الأول لمساجد المسلمين في الأراضي المحتلة، ويكفي أن نذكر المراقبين بحرق (إسرائيل) للمسجد الأقصى، ولن يكون هذا هو الحريق الأخير لمساجد المسلمين، طالما كانت أساطير النقاء العرقي، والتمييز العنصري، تغذي فكر وسلوك المستوطنين، واليهود الحالمين بدولة يهودية دون ديانات أخرى، وأعراق أخرى؟!
ولأن الأمر كذلك، وقابل لأن يتكرر، فإن عبارات الشجب والاستنكار التي صدرت عن الفصائل لا تكفي، بل يجدر بالسلطة التوجه للمؤسسات الدولية لإدانة العدوان على مساجدنا، ويجدر بالفصائل والقوى الشعبية تنظيم لجان شعبية لحماية المساجد التي يتهددها خطر المستوطنين بأفعالهم الإجرامية.
هم حرقوا الإنسان، ممثلًا في دوابشة، وحرقوا الزيتون بحريق أشجاره المعمرة والحديثة، وحرقوا الأقصى، والآن يحرقون مسجد البر والإحسان في البيرة، وهم الذين هدموا مساجد فلسطين المحتلة، وحولوا بعضها لمتاحف، وبعضها لمطاعم تشرب فيها الخمور، بعيد النكبة. بينما ما زالت كنس اليهود موجودة في مصر وتونس والعراق وغيرها من الدول، وما زالت تحظى بحماية الدولة؟!