فلسطين أون لاين

من قتل ؟ ! ومن المسؤول ؟ ! وما معركة البيانات ؟

السبت 25/7/2020 م أمين سر حركة فتح في بلاطة البلد من مدينة نابلس ( عماد الدين دويكات )

 القاتل : الأجهزة الأمنية . الأجهزة يتبع بعضها الرئيس ، ويتبع بعضها الآخر الحكومة , هذا للتسجيل والتوضيح ، أما عن المقاربة والتحليل فإليك الآتي :

يقول اللواء جبريل الرجوب ، أمين سر حركة فتح ، في بيان ساخن ، وحار جداً: ( حكومة تجرأت على دم أبناء فتح المخلصين يجب أن ترحل . وألا تبقى دقيقة واحدة في الحكم ؟! وأنا من موقعي سأدعو أنصار فتح وأبناء الشعب الفلسطيني لرفض التعامل مع هذه الحكومة الفاشلة بأي شكل من الأشكال ؟! ) وبناء على هذا القول يمكن القول بأن جبريل أمين سر الحركة يحمل حكومة اشتية المسئولية عن القتل , مما يعني أن القاتل من الأجهزة الأمنية التي تتبع الحكومة ، ورئيسها محمد اشتية .

 واللواء الرجوب يرى أن الحل ، ومنطق المسئولية يوجب على الحكومة أن تقدم استقالتها وترحل فورا ؟! وإذ لم تفعل، وهي بالتأكيد لن تفعل ما يريده الرجوب ، فعلى أبناء فتح وأنصارهم ، وأبناء الشعب مقاطعة الحكومة ، وعدم التعامل معها . أنا شخصيا أقدر قانون تحمل المسئولية الأخلاقية والاستقالة ، حتى نحظى باحترام لدم المواطن , وكرامته ، كل مواطن,  ولكن ليس في الوطن العربي هذا الخلق النبيل الذي نجده في دول العالم الأكثر ديمقراطية ، وجبريل نفسه تسبب في يوم ما بمقتل مواطنين واعتقالهم ولم يستقل ؟! فهذه دعوة من فاقد للشيء ربما لا تصيب هدفها , نعم هي دعوة محترمة تنبع من خلق سياسي محترم ومقدر ، ولكنها لن تصل ، لأن مبررات صدورها ساخنة تكمن كما يقولون في الخلاف الشخصي والحزبي بين اشتية والرجوب ؟! لذا يجدر بمن يهتم بالتحليل متابعة هذا الخلاف ، فربما فيه إضاءة لبيان الرجوب الساخن ؟! أما بیان مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح _نابلس ، فقال : ( إننا في حركة فتح إقليم نابلس : نثمن قرار الرئيس ، ودولة رئيس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيق عالية المستوى للوقوف على تفاصيل ما حدث والتي أدت لاستشهاد المناضل عماد دويكات ، وفي هذا السياق نؤكد على ضرورة إشراك الحركة في لجنة التحقيق ؟! ) . أي أن بيان منطقة الحدث لم يحمل الحكومة المسئولية الأخلاقية ، ولم يطالبها بالاستقالة الفورية, بل على العكس من ذلك فقد ثمن دور الحكومة برئاسة محمد اشتية لتشكيلها لجنة تحقيق عالية المستوى .

 وهذا البيان يلقي التراب على بيان الرجوب, فأبناء فتح  في بلاطة _نابلس, وفي مفوضية التعبئة والتنظيم, لا يتبنون مطالب الرجوب  ويطالبون بمحاسبة من ضغط على الزناد ، ومن أعطى الأوامر , ليس إلا .

 وقضية ثالثة في هذه المعركة الكلامية بما فيها من عوار , تكمن في أن عبارة الرجوب: (حكومة تجرأت على دم أبناء فتح المخلصين يجب أن ترحل ! ) . لماذا دم أبناء فتح المخلصين ؟! وهل ثمة دم خاص لفتح  وآخر لحماس ، وآخر لفصائل منظمة التحرير ، ورابع لمن هم خارج المنظمة ؟! العبارة لا يمكن بلعها ؟  كان يكفيك أن تقول على دم مواطن , أو على دم فلسطيني , أو على دم مناضل مخلص وبريء ,وعوار آخر يقول : لماذا تطلب فتح أن تكون جزءا من لجنة التحقيق الحكومية ؟! أليس في هذا دليل على أن حركة فتح لا تثق بالحكومة وتحقيقاتها ؟ أليست حكومة اشتية هي حكومة فتح ؟ أليس رئيسها عضواً في مركزية فتح ؟ ما أريد قوله إننا أمام بيانات فيها ما فيها من العوار ، رغم عدالة قضية عماد دويكات ، وضرورة المحاسبة , رحم الله عماد . وحمى الله دماء كل فلسطيني من تغولات الأجهزة الأمنية.