ليس غريبًا على سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب جرائم يومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، أن تشن حملة اعتقالات لاستهدف قيادات وكوادر في حركة المقاومة الإسلامية حماس، بالضفة الغربية المحتلة في محاولة منها لإفشال أي تقارب فلسطيني فلسطيني، يقود لمواجهتها ورفض مشاريعها ومخططاتها العنصرية، وفق مختصين.
وداهمت قوات الاحتلال، فجر أمس مدينة الخليل واقتحمت منزلي النائبين حاتم قفيشة، ونايف الرجوب، وقامت بتفيشهما وحطمت جزءًا من محتوياتهما، ومن ثم اعتقالهما ونقلهما إلى جهة مجهولة، وبعد ساعات أفرجت عن الأول.
وتواصل قوات الاحتلال منذ أيام حملتها المسعورة لاعتقال قيادات وكوادر في حركة حماس، في الضفة الغربية المحتلة بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها.
وأكد النائب في المجلس التشريعي عن مدينة طولكرم فتحي القرعاوي، أن الاعتقالات الإسرائيلية ضد قيادات وكوادر حماس لم تتوقف في يوم من الأيام.
ورأى القرعاوي في حديث لصحيفة "فلسطين" أن الاعتقالات الإسرائيلية تهدف لمنع وإفشال أي تقارب فلسطيني بين حركتي فتح وحماس.
وقال النائب عن حركة حماس: "يحاول الاحتلال من خلال حملة الاعتقالات إرسال رسالة بأن المصالحة الوطنية الفلسطينية لن تتحقق رغبة منه في إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، لكن لن يتمكن الاحتلال من منع المصالحة وذلك بفضل شعبنا وفصائله وصمودهم وثباتهم".
وأضاف: "إجراءات الاحتلال الأخيرة محاولة لدفع القيادات والشخصيات الفلسطينية المؤثرة للبقاء في منازلهم لمنع تحشيد الجماهير رفضًا لمخطط الاستيلاء على الضفة الغربية والأغوار"، مشيرًا إلى أن الاحتلال متخوف من هبة فلسطينية رافضة لمشاريعه ومخططاته العنصرية بالضفة الغربية.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو خمسة آلاف أسير، بينهم (200) طفل و(700) يعانون أمراضًا مختلفة بينهم (24) أسيرًا يقيمون دائمًا في مستشفى سجن "الرملة"، (17) منهم مصابون بالسرطان، و(450) معتقلًا إداريًّا وفق إحصائيات رسمية.
حشد دولي
بدوره استنكر المتحدث باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين منتصر الناعوق، حملة الاعتقالات، قائلًا: "إنها تأتي ضمن سياسة الاحتلال الدائمة لمنع أي توافق فلسطيني".
وقال الناعوق لصحيفة "فلسطين": "يحاول الاحتلال دائمًا إفراغ الحالة الفلسطينية من أي استقرار، وشغل المواطن بحملات الاعتقال وتغييبه خلف القضبان".
وأرجع اعتقال قيادات حماس إلى حالة الانسجام بين حركتي فتح وحماس في مواجهة مشاريعه الاستيطانية للحد من حالة التوافق بين الفصائل الفلسطينية.
وأضاف: إن الاحتلال يحاول من حملته إيصال رسالة لحركتي "فتح وحماس" أنه لن يسمح بالتحرك وممارسة دورهم في مواجهة مخططاتها ومشاريعها التصفوية.
وذكر الناعوق أن القيادات الفلسطينية كانت تتوقع أن يقدم الاحتلال على شن حملة اعتقالات في صفوفها خاصة بعد المؤتمر الصحفي المشترك، الذي جمع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، بداية الشهر الجاري، للاتفاق على إفشال مشروع الضم الإسرائيلي.
وتوقع أن تشتد حملة الاعتقالات في صفوف حركة حماس من أجل إفشال التقارب بين الحركتين، مؤكدًا أن حملات الاعتقال لن تثني حماس عن مواصلة لقاءاتها الرامية لمواجهة مخططات ومشاريع الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
ودعا الناعوق السلطة في رام الله لتدويل ملف الأسرى، وحشد التأييد الدولي الضاغط على الاحتلال من أجل وقف حملة الاعتقالات التي يشنها بحق أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة قيادة حركة حماس.
هجمة مسعورة
من جانبه أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ومسؤول ملف الأسرى علام الكعبي، أن حملة الاعتقالات "تأتي لقطع الطريق أمام أي تقارب فلسطيني يقود إلى وحدة وطنية قادرة على مواجهة المخططات الإسرائيلية".
وذكر لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يحاول جاهدًا تعطيل وإفشال أي جهد لإنجاز ملف المصالحة وإبقاء الانقسام الفلسطيني قائمًا، لأن استمراره مصلحة إسرائيلية.
وتوقع الكعبي أن تزداد حدة الهجمة الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني كلما تقاربت حركتا "فتح وحماس" لمواجهة مشاريع ومخططات الضم الإسرائيلي، مضيفًا: "يعمل الاحتلال وفق سياسة الباب الدوار من خلال اعتقال قيادات فلسطينية، فيطلق سراحها ليعيد في اليوم التالي اعتقال آخرين".
ودعا لتضافر الجهود والتوحد لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ورفض مخططاته في ضم الضفة الغربية والأغوار.