الأب المقاوم المؤمن مانويل مسلم:
هذا الراهب يساوي كل وعاظ السلاطين مجتمعين هو ابن فلسطين يدافع عن القضايا الإسلامية التي نسيها الكثير من المسلمين في خطاب وجهه الى المطبعين قال فيه: “يا أيها المتهافتون والمتخاذلون، ويا حكام العرب الساعين للتطبيع… نحن الفلسطينيين المسيحيين سلمنا أجدادكم المسلمين الشرفاء مفاتيح فلسطين والقدس، وتسلمنا منهم العهدة العمرية واشترطنا ألا يساكننا في القدس يهودي، ونحن ثبتنا أمناء على العهد وسنبقى كذلك، لا أما أنتم فماذا صنعتم بتلك المفاتيح ولمن سلمتموها ؟ فنحن سلمناها لأيدي أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب الطاهرة، وأنتم تسلمونها اليوم لأيدي الصهاينة الملطخة بدماء المسلمين والمسيحيين.
أنتم لا تستحقون فلسطين والقدس، أرض الإسراء والمعراج، لأنكم بالتطبيع طمستم وأهملتم آية الإسراء الكريمة، وكأنها لم تعد جزءا من عقيدتكم الإسلامية…”وختم قائلاً :”لبيك يا أقصى.. لبيك يا قدس.. لبيك يا مهد المسيح.. لبيك يا كنيسة القيامة.. الله أكبر.. ألله أكبر”.
واليوم يبين الاب مانويل ممارسات الصهاينة، الحلفاء الجدد للمطبعين العرب الذين حولوا المقدسات الاسلامية في فلسطين الى خمّارات وحظائر بقر ومعابد يهودية اذ قال: ” تم تحويل مسجد السوق اليونسي في مدينة صفد الى متحف، ومسجد الشعرى في صفد الى كنيس يهودي، ومسجد عين الزيتونة في صفد الى حظيرة للماشية، ومسجد الخالصة في صفد الى متحف، والمسجد الاحمر الى قاعة للأفراح بداخلها منصة وغرفة خمور تتحول الى ملهى ليلي للمستوطنين. وفي قيسارية البحر حوّل الاحتلال مسجدها الذي يطل على البحر الابيض المتوسط الى خمارة ومطعم. ومسجد الطاهر في طبريا الى متحف. ومسجد بئر السبع الكبير الى متحف، ومسجد العوينات في الجولان المحتل الى حظيرة للأبقار، ومسجد القلعة في باب الخليل بالقدس الى متحف، ومسجد ابي هريرة في قرية يبنا المهجرة قرب الرملة الى كنيس صغير. والمسجد العمري في قرية بيت جبرين قضاء الخليل اصبح يستخدم حظيرة للأبقار. وتحول مسجد العباسية قضاء الرملة الى كنيس يهودي. ومسجد وادي حنين قضاء الرملة الى كنيس يهودي والاعتداءات على عظام اهلنا في مقابرنا في فلسطين وعلى قدسنا ومقدساتنا وخاصة المسجد الاقصى المبارك وباب الرحمة الذي اغلقوه وسيتحول الى كنيس ان لم ننصره واننا لناصروه. كما ويعتدون يوميا على ارضنا وحجارنا ومياهنا وطيورنا واسماكنا وبحارنا واجوائنا وثرواتنا كل ما نملك مهدد. ليس بالضم فقط بل بالهدم والاستباحة ايضا…”
جاء في القران الكريم :” قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ “، ومانويل مسلم رجل دين مؤمن فجاء في القرآن الكريم ايضاً :” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا”.
في مقالي بتاريخ 12/7/2020 عن المبشرين وغزوهم الثقافي وعن الحضارة العربية والاسلامية جاء تعليق باسم (عزيزي) هذا نصه:” ونحن العرب المسيحيون، وين رحنا يا أستاذ زلوم ؟؟؟؟؟ “. جوابي خليك مكانك. أنت لست ضيفاً في وطنك بل أنت مواطن لك كل الحقوق والواجبات كأي مسلم وهذه ليست منحة بل حق يجب ان تدافع بل تقاتل من يريد ان ينتقص منه مقدار ذرة. انا اقول لك ذلك ليس فتوى من عندي بل لأن هذا هو الاسلام الذي ينص صراحة ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” ويقول ” لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ “. كان ميثاق المدينة المنورة أول دستور للدولة التي انشأها الرسول صلى الله عليه وسلم وانصح بقراءته على الانترنت، فهو يكفل الحريات الدينية وكفل التساوي في الحقوق والواجبات للمواطنين كافة. اما عن المبشرين جاؤوا من وراء البحار لغزو ثقافي يمهد للغزو الاستعماري لاحقاً وكانوا يعتبرون مسيحيي المشرق بالفئة الضالة لدرجة ان البطريرك الماروني وبطريرك الارمن طلبا من السلطان العثماني بطردهم من البلاد. الاكيد ان مسيحيي المشرق هم جزء اصيل من مكونات الحضارة العربية الاسلامية ولا يمتون بصلة الى الحضارة المادية الغربية بما بها من تشوهات تتنافى مع كافة الاديان. ليست المشكلة بالإسلام ان كان هناك بعض الجهلة ممن يخالفون تعاليم دينهم التي تحترم مواطنة المسلم والمسيحي على حد سواء.
وضع الغرب الدين على الرف لكنه يستعمل الدين لخدمة سياساته المادية التي كل الاديان منها براء. يوجد في الولايات المتحدة اكثر من 70 مليون صهيومسيحي يدعمون اغتصاب بلادنا. مسيحيو المشرق العربي ومسلموه هم اخوة مواطنون منذ فجر الاسلام ليومنا هذا والاب مانويل مسلم هو النموذج لهذه الاخوة.
الإسلامفوبيا:
كتبت كارين ارمسترونغKaren Armstrong) ) الراهبة التي تركت الدير لتصبح باحثة ومؤلفة مرموقة :”يبدو أن الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي على وشك ان تستبدل بحرب باردة ضد الإسلام”. وفي كتابها المعنون “محمد.. سيرة حياة نبي”، كتبت آرمسترونغ تقول: “في الغرب هناك تاريخ طويل من الشعور بالعداء تجاه الإسلام، وما يزال هذا العداء …. إن التحامل على الإسلام هو الذي دفع بالسكرتير العام لحلف شمال الاطلسي للقول عام 1995 بأن الاسلام السياسي لا يقل خطورة على الغرب من الشيوعية.”
نظمت قناة الجزيرة ندوة عن الربيع العربي بتاريخ 16/3/2013. جمعت فيه أكثر الشخصيات المؤثرة فيه، مع جمع من الاعلاميين والاكاديميين وكنت أحد المدعوين لألقاء كلمة عن اي لون من الاقتصاد ينبغي على اصحاب الربيع العربي اتباعه. كانت الكلمات يتم نقلها على الهواء مباشرة. كان من بين المدعوين الدكتور حارس سيلوجوليك. Haris Silojolzic رئيس وزراء البوسنة بين سنوات 1993-1996 ايام التطهير العرقي لمسلمي البوسنة من الصرب وكنت اجلس الى جانبه مباشرة. في كلمته من على المنصة بيّن الدكتور حارس كيف ان الغرب كان يحابي الصرب بل يحمي عمليات تطهيرهم العرقي، وكيف سعوا بعد ذلك لتفتيت البوسنة.
عندما رجع الى مقعده ذهب متكلم اخر على الهواء. أبديت ملاحظتي على كلمة الدكتور حارس كتابة حيث كتبت ” ربما عاملوكم كذلك لأنكم مسلمون. الاتحاد الاوروبي أعرب انهم لا يرغبون بدولة اسلامية في اوروبا. اعطيته الورقة فكتب مباشرة : هذا ليس سراً.
قال كلينتون : كما جاء في كتاب (Clinton Tapes) للمؤلف تايلور برانش بأن حلفائه الاوروبيين لا يرغبون بدولة اسلامية في اوروبا مسيحية.
عند عودتي من الدوحة اشتريت كتاب Clinton Tapes) )في الصفحة (9) و(10) من الكتاب المذكور يقول كلينتون :”خلال اسابيع توصلت الادارة (الامريكية) الجديدة الى ضرورة تخفيف الحظر الدولي المفروض على السلاح لتلك المنطقة لان الحظر يعاقب الضعيف والضحية وهي دولة البوسنة فدولة البوسنة ذات الاغلبية المسلمة كانت محاصرة ولا تستطيع تهريب السلاح عبر الحدود. كانت البوسنة تطالب برفع الحظر لشراء السلاح للدفاع عن النفس لعل تعادلاً في الموقف العسكري بين المتحاربين يتيح الفرصة لحل سياسي “. يضيف كلينتون : ” ان حلفاء الولايات المتحدة الامريكية عارضوا ذلك بشدة. برروا معارضتهم لأسباب انسانية لان السلاح الاكثر سينتج عنه ضحايا أكثر، ولكن في السر قالوا إن البوسنة المسلمة ستكون غير طبيعية كالدولة المسلمة الوحيدة في اوروبا. لقد اصروا على الابقاء على الحظر لأنه يحابي الصرب ويحافظ على عدم التوازن الراهن. في واقع الامر استعمل الاوروبيون جنود حفظ السلام كدرع لمساعدة الصرب في اكمال تقطيع اواصر البوسنة ”. اضاف كلينتون :” الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران كان في منتهى الصراحة حين قال: لا مكان للبوسنة بيننا وان كبار المسؤولين البريطانيين اصروا على ضرورة استعادة اوروبا المسيحية.” لهذا السبب لم ولن يسمح لتركيا الانضمام للاتحاد الاوروبي. تصوروا هؤلاء العلمانيون الذين ملؤوا الدنيا كذبا ونفاقا لا يطيقون وجود دولة اسلامية في اوروبا المسيحية!.
قد يظن البعض ان العملاء لا يعرفون ان مصيرهم هو التخلي عنهم من مشغليهم الاجانب حال انتهاء وظائفهم المحددة. نورد هنا مقابلة مع جيهان السادات مع جيزيل خوري في برنامج المشهد حيث أدلت شكوكها ان الامريكان هم من تخلصوا من زوجها وكذلك بأن شاه ايران كان لديه نفس الشعور وهذا هو النص باللهجة المصرية كما وردت
” مستشار المانيا.. انور السادات كان يحبه ويعتبره صديق لانه له مواقف وقوي وكان شخصية قوية لالمانيا وعمل كتير لبلده. لما رحت المانيا اصر انه يشوفني.. سألته مين اللي ورى قتل السادات.. تفتكر مين ؟
راح بصلي كده..قلتله امريكا ؟ انا كان نفسي اعرف.. قلي السؤال صعب جدا. ده نفس كندي لما مات محدش كان عارف مين اللي كان ورى موت كندي…
انور السادات كان شخصية قوية ممكن اوي مكانش يبقى مستحب ان تكون موجودة بالشرق الاوسط.
– لم ينكر ان الولايات المتحدة هي ورى قتل السادات؟
– ولا اثبت ولا انكر.
– قال: ميحبوش ان تبقى شخصية قوية في الشرق الاوسط”.
تروي جيهان انها وزوجها كانوا باستقبال الشاه بعد ان رفضت الولايات المتحدة دخوله اراضيها حتـى للعلاج من السرطان. تقول جيهان : ” انور السادات يومها قال للشاه : طيب ليه ما تجيبش الاسطول بتاعك تدّيله امر ييجي هنا وتدّي للقادة بتوعك ييجو هنا وبعدين ترجع تاني، فرد عليه وقاله الامريكان لن يسمحوا بهذا.
انور السادات اتصدم شوية من ناحية هل القيادة بيد امريكا، هو مفيش بإيده حاجة.. ازاي يسلّم نفسه للدرجادي.. اتاخد وقتها يعني لما يدّي امر للاسطول بتاعه ييجي ييجي وبعدين يرجع تاني فيه مثلا. لكن لقى انهم عزلوه عزل كامل.” واضافت جيهان: “هم ملحقوش يتخلّوا عنه. بس لو قعد شوية كان تخلّوا عنه.. هم ليس لهم اصدقاء. والوضع الحالي بأكّد ملهمش اصدقاء.”
يا عزيزتي جيهان، هم ليس لهم حلفاء ولا اصدقاء هم لهم فقط عملاء.
أيها المطبِّعون:
العاقل من يتعظ بغيره. اذا كنتم تطبّعون ليرضى عنكم الأمريكان فاسمعوا قبل فوات الأوان ما قالته جيهان، بل اسمعوا ما قاله حسني مبارك: ”المتغطي بالأمريكان عريان”!