فلسطين أون لاين

تقرير منظومة مراقبة إلكترونية في الخليل.. هل تحمي المستوطنين؟

...
غزة- جمال غيث

يرى مختصان في شؤون الاستيطان أن خطوة الاحتلال الإسرائيلي بنشر منظومة كاميرات وأجهزة تكنولوجية ومجسمات في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، تهدف إلى رصد تحركات الفلسطينيين، وطمأنة المستوطنين ولسلب مزيد من الأراضي.

وتوقع المختصان أن يزيد تغول جيش الاحتلال ومستوطنيه على الأراضي الفلسطينية لتحقيق أهدافه وترسيخ أطماعه بالمنطقة في ظل انشغال العالم بمواجهة وباء كورونا.

وأفادت مصادر محلية، الجمعة الماضية، بأنّ "جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر منظومة كاميرات وأجهزة تكنولوجية ومجسات في جنوب الضفة الغربية ومدينة الخليل"، بهدف رصد تحركات الفلسطينيين "وإحباط" عمليات.

وأطلق جيش الاحتلال على هذه المنظومة تسمية "حدود ذكية وفتاكة"، حسبما ذكرت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية، أمس الأول، وقد نشر الجيش العام الماضي منظومة كهذه في شمال الضفة الغربية.

حماية المستوطنين

وقال الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا: إن نصب منظومة المراقبة التكنولوجية تأتي ضمن محاولات سلطات الاحتلال طمأنة المستوطنين ووضعهم في ظروف طبيعية، ولسلب مزيد من الأراضي الفلسطينية.

وأضاف الخواجا لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يعد منظومته الأمنية خط الدفاع الأول لحماية المستوطنين في المناطق القريبة من الفلسطينيين، مؤكدًا أن الجيش أدخل تحسينات على تلك المنظومة قبل نصبها في جنوب الضفة، وأجرى تجارب عليها تحاكي الوصول إلى المقاومين واعتقالهم قبل تنفيذ عمليات ضد الجيش ومستوطنيه.

وبين أن المنظومة قادرة على تشخيص الأفراد وتعقبهم، وتوفر إنذارًا وتحذيرًا للجندي القريب بما يعينه على إرسال قوات إلى الموقع، واصفًا إياها بالخطِرة.

وأشار إلى أن المنظومة الإلكترونية جزء من الخطة العسكرية للاحتلال لخلق حالة من الخوف والفزع بين صفوف أبناء الشعب الفلسطيني والحد من تحركاتهم الرافضة لمخططاته العنصرية بالمنطقة ومنع تنفيذ العمليات ضد الجيش.

ومضى يقول: إن الاحتلال يخفي الهدف من نشر تلك المنظومة وهو سلب مزيد من الأراضي الفلسطينية في ظل محاولته فرض سيطرته الأمنية في مناطق الضفة الغربية بالتزامن مع فرض سيادته على الكتل الاستيطانية ويتزامن ذلك مع انشغال العالم في مواجهة وباء كورونا.

أمن الاحتلال

في حين أكد المختص بشؤون الاستيطان خالد منصور، أن سلطات الاحتلال لا تدخر جهدًا في استغلال جميع الوسائل المتاحة لطمأنة المستوطنين وسلب مزيد من الأراضي الفلسطينية.

وقال منصور لصحيفة "فلسطين": يعمل الاحتلال الإسرائيلي جاهدًا لمراقبة أبناء الشعب الفلسطيني خاصة في مناطق التماس، وإفشال أي عمليات تنفذ ضد جيشه ومستوطنيه، بهدف فرض سيطرته على أراضي الضفة الغربية.

وأضاف: نشر الاحتلال منظومة كاميرات وأجهزة تكنولوجية بالضفة الغربية، ليست بالجديد، لافتًا إلى أنه نشر منظومة كهذه في شمال الضفة الغربية، العام الماضي.

وأوضح أن الهدف من المنظومة هو التغول على الفلسطينيين ورصد تحركاتهم ومواجهتها، مؤكدًا خطورة تلك المنظومة وقدرتها على تحديد ومراقبة الأشخاص والأماكن الفلسطينية.

وتوقع أن يزيد تغول جيش الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين وأرضهم بعد تركيب تلك المنظومة، وفي ظل انشغال العالم بمواجهة فيروس كورونا، بزعم وجود مقاومين أو أن إحدى المناطق والأراضي الفارغة تشكل تهديدًا على أمن (إسرائيل).

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني ورغم التطور التكنولوجي لجيش الاحتلال، قادر على إفشال واختراق منظومة الكاميرات، وتسجيل انتصار على الاحتلال، "فهذه المنظومة التكنولوجية لن تمنع المقاومين من الوصول للمستوطنات وتنفيذ عمليات فدائية بداخلها".

وحسب أحد ضباط الاحتلال، كما نقلت "ماكور ريشون" العبرية، فإن "المهمة الأكثر تعقيدًا هي مدينة الخليل، حيث يعيش المستوطنون إلى جانب الفلسطينيين، وينبغي التعامل مع حماس أيضًا، التي تحاول تنفيذ عمليات".

وذكرت الصحيفة، أن المنظومة تطلب أن يكون الجنود في حالة تأهب واستعداد، ويحظر أن يعتقدوا أن التكنولوجيا ستنفذ العمل بدلًا منهم.