ما زلنا ننتظر مؤتمر فتح وحماس الجماهيري. سألني صديق قائلًا: هل سيكون المؤتمر قبل العيد، أم بعده؟! طبعا من قال لا أدري فقد أفتى. الأجواء الحارة جدا في هذا الأسبوع لا تناسب المهرجانات، ولا الحشد الجماهيري. إن كان الأمر كذلك فمن المرجح أن يكون اللقاء المشترك بعد عيد الأضحى المبارك.
في نظري أن التوقيت ليس مهما، وسواء أكان قبل العيد المبارك أم بعده فالأمر سواء من حيث التوقيت الزمني، والذي يهمني وربما يثير اهتمام المتابعين أيضا هو مضمون المؤتمر، والأهم أن تكون كل فصائل العمل الوطني والإسلامي حاضرة ومشاركة، دون استثناء، لأن موضوع المهرجان السياسي الجماهيري يهم كل الفصائل صغيرها وكبيرها، ولا صغير في العمل المقاوم والوطني.
وما أهتم به أيضا هو أن تكون كلمتان رئيستان لرئيس فتح، رئيس السلطة، ولرئيس حركة حماس، وأن تلبي هاتان الكلمتان رغبات الجماهير التي طال انتظارها وهي تبحث عن علامات وحدوية ذات مغزى، في زمن تغول فيه الاحتلال مستغلا حالة الانقسام.
أخبرني بعض من أثق بهم من القريبين من أصحاب القرار أن اللقاء الجماهيري الوحدوي المشترك سيدشن بإذن الله لمرحلة فيها تعاون جديد، وبرامج مشتركة، وإعلام مسؤول. قلت: خبر جيد، الله يتمم بخير.
أنا أعرف المواقف الماضية جيدا كما تعرفها، وأعرف تداعياتها المحبطة، وآمل أن تكون هذه البداية صحيحة وجيدة ومغايرة لمعرفتنا الماضية. قال أبشر. وجدته مستبشرا، وواثقا، فحمدت الله أن في بلادنا غزة وفلسطين من لم يفقد الأمل في قدرة الفلسطيني على العمل الموحد والمشترك، وأن لديه قدرة نفسية جيدة لتناسي الخلافات، والانطلاق من جديد، وقديما قالوا: الفلسطيني كالعنقاء يولد من رماد الحريق.
لو كنت ناصحًا الأطرافَ لقلت لهم: أريحوا جماهيركم، واعقدوا لقاءكم قبل عيد الأضحى، واجعلوه هدية العيد، لمجتمع فرحته قليلة، وآلامه كثيرة. طبعا أنا أعرف أن اللقاء لن يحرر فلسطين، ولن يمنع مشروع الضم، لأن التحرير ومواجهة مشاريع كبيرة يحتاجان لعمل كبير، أكبر من مهرجان فتح وحماس والفصائل، ولكن المهرجان المشترك خطوة على طريق ممتد من ألف خطوة، وعلينا نحن الكتاب أن نشجع الطرفين على المضي قدما فيما وعدوا به الجماهير. لا للضم، نعم للعمل المشترك. نعم، علينا أن نبدأ، وجيد أن نتجاهل الإحباط والماضي.