فلسطين أون لاين

طالتهم اعتداءات المستوطنين

تقرير بالدراجات الهوائية.. "عامر" ورفاقه يحاولون استكشاف جمال فلسطين

...
غزة- طلال النبيه

انطلاقاً من مدينة رام الله، يتنقل الشاب عامر الكردي وأربعة من رفاقه، بين قرى ومدن الضفة الغربية شمالاً أو جنوباً، محاولين استكشاف طبيعتها وجمالها الخلّاب، عبر دراجاتهم الهوائية.

تلك الدراجات التي اجتاز فيها الشبان الخمسة، نحو 77 كم في إحدى جولاتهم الاستكشافية، مستمتعين لما يشاهدونه من أودية وجبال وهضاب وصلوا إليها مستعينين بتطبيق إلكتروني يرشدهم إلى المسافات التي يقطعونها.

اعتداءات المستوطنين

ومع انطلاقهم صباح الإثنين الماضي، من مدينة رام الله متوجيهن إلى قرى الأغوار الفلسطينية، التي يسعى الاحتلال إلى فرض سيطرته الأمنية والإدارية الكاملة عليها، نصب لهم مستوطنو مستوطنة "تشيلوه" المقامة شمال شرق محافظة رام الله والبيرة، كميناً، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح.

وأوضح الكردي لصحيفة "فلسطين" أن مجموعات استيطانية، تعرضت للفريق الشبابي الذي سلك طريقًا استيطانية، بهراوات حديدية وحجارة كبيرة ألقوها عليهم من فوق تلال يسيطرون عليها، قبل أن تسرق ثلاث دراجات هوائية قادها الهواة الشباب.

وقال: "أثناء وجودنا بالقرب من مستوطنة "تشيلوه" نصب لنا مستوطنون كميناً وأوقفونا وانتظروا مجموعات من المستوطنين الملثمين، وجاؤوا بهراوات واعتدوا علينا بالضرب الوحشي".

وأضاف: "بعدما اعتدى علينا المستوطنون وسرقوا الدراجات النارية، لم نرغب بالخروج من المكان إلا بعد حصولنا على الدراجات النارية، التي أعادوها لنا تالفة ومهشمة".

ورافق الشاب الكردي، شقيقه سامر، وأصدقاءهما جريس ريّان ولؤي مصلح ودنيس صبح، منطلقين من رام الله الساعة السادسة صباحا، باتجاه نقطة بداية المسار الجبلي الواقعة في أراضي ترمسعيا شمال شرقي رام الله.

وذكر الكردي أن أحد أصدقائه تعرض لجرح عميق بلغ 1.5سم، مشيرًا إلى أن شرطة الاحتلال أرسلت لهم بلاغات استدعاء بعد مغادرتهم المكان، رغم اعتداء المستوطنين عليهم، ومشاهدة الشرطة الاعتداء بشكل حي، وتوجيهها الأسلحة النارية نحوهم.

وعبر الشاب الكردي عن حزنه الشديد لما تعرضوا له من خطر كاد أن يودي بحياتهم، إلا أنه شدد على استمراره بالتمسك برياضة التجول واستكشاف الأرض الفلسطينية

وقال: "في رحلاتنا الاستكشافية التي ننفذها شهرياً أو أسبوعياً، نتعرض بشكل دوري لمضايقات من الاحتلال ومستوطنيه، ولن توقفنا تلك السياسة عن استكشاف جمال فلسطين".

وقال: حياتنا كانت المحك، وفي خطر شديد، ونفذنا بحياتنا بقدرة الله، بعد أن اشتد الاعتداء علينا"، مشيراً إلى أن المستوطنين ألقوا عليهم صخوراً بحجم كبير من فوق التلال.

أهداف الهواة

وحول الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها الشباب، أوضح الكردي أنهم يرغبون بإيجاد متنفس طبيعي لهم، واستكشاف طبيعة البلاد الفلسطينية الجميلة.

وذكر أن رياضة التجول عبر الدراجات الهوائية، إحدى الرياضات الجميلة الي نجد من خلالها متنفسنا في ظل الوضع الحالي الذي يعيشه المواطن الفلسطيني.

وقال: "نشاهد في جولاتنا عيون المياه التي تنبع من باطن الأرض، وجمال التلال والهضاب، والأغوار والأودية الفلسطينية، وما يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار إلى أنه يستمتع ورفاقه خلال جولاتهم الاستكشافية بالتعرف على القرى الفلسطينية وأهلها، الذي يستضيفونهم فيها، ويحدثونهم عنها وعن تاريخها.

وذكر أنهم استكشفوا خلال جولاتهم قرى فلسطينية مثل "مخماس مروراً بعين الفوار وطريق الصواريخ، ووادي القلق وطرقا جبلية وعرة وشديدة الوعورة، يضطرون بسببها النزول والمشي عبر أقدامهم على الأقدام".

ودعا الكردي، شباب وهواة فلسطين، إلى ضرورة الاستمتاع برياضة التجول، واستكشاف الأرض الفلسطينية وقراها وبلداتها، والعمل على زيادة الوعي فيها، في ظل انتشار ملهيات الكترونية عديدة.

من جانبه، أكد فريق "دراجو فلسطين"، أن ما تعرض له الشبان الخمسة "شيء لا يقبله عقل".

وقال الفريق في منشور على "فيس بوك": "قناعتنا المطلقة أننا أصحاب قضية عادلة "مهما تم تشويهها"، وسنجعل من اعتداء خطير متل اللي صار مع عامر ومجموعته دافعًا قويًّا لاستمرارنا بحياتنا بشكل أقوى وأعظم من قبل".

وأردف بالقول: "اللي صار رح يرجع يصير في حدا فينا، فقط مسألة وقت ورح نسمع باعتداء آخر!"، متسائلين: "رح يرهبنا، يخوفنا؟ يقعدنا بالبيوت؟ يخوفنا من مستوطن جبان؟".

وأجاب الفريق في منشوره: "ما أظن! لأنه من بداية تغطيتنا المتواضعة للحدث وعم يوصلنا رسائل من الناس والمتابعين بستفسروا عن جولاتنا القادمة، وهل اذا بنوفر دراجات للإيجار؟".