فلسطين أون لاين

مطالبات بالاستقالة.. أزمة كورونا تهدد عرش نتنياهو

...
غزة- محمد أبو شحمة

لم يمر على انتهاء ضغوط الانتخابات على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زمن طويل، حتى خرج له الشارع الإسرائيلي بشكل موسع للمطالبة باستقالته وتقديمه للمحاكمة على تهم تتعلق بالفساد.

وخلال الأيام الماضية، لم يهدأ الشارع الإسرائيلي من المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات تطالب نتنياهو بالرحيل، وترديد هتافات "نتنياهو فاسد"، وذلك بسبب فشله في حالة التداعيات الاقتصادية المصاحبة لجائحة فيروس كورونا المستجد.

ويواجه نتنياهو اتهامات بسوء التعامل مع أزمة كورونا مما تسبب في فقد آلاف المستوطنين وظائفهم، إضافة إلى ذلك يواجه اتهامات في 3 قضايا فساد، وبدأت أولى جلسات محاكمته في مايو/أيار الماضي.

ويتظاهر الإسرائيليون بصورة شبه يومية ضد الحكومة تحت وطأة ارتفاع معدلات البطالة والزيادة الكبيرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، وإعادة فرض القيود لكبح تفشي المرض.

المتخصص بالشؤون الإسرائيلية عباس ذكور، يؤكد أن مجتمع الاحتلال الإسرائيلي دخل في ضائقة مالية كبيرة جداً، سواءً على صعيد الموظفين الذين قام مشغلوهم بوقفهم عن العمل وفق إجازات إجبارية دون راتب، وهو ما أدى إلى خلخلة في نظام حياتهم، وأصبحوا لا يستطيعون توفير احتياجاتهم المعيشية، رغم التعويضات التي تنفقها حكومة نتنياهو.

وقال ذكور في حديثه لـ"فلسطين": "الشارع الإسرائيلي تعود على البكاء وتعلم من قيادات الاحتلال التي كانت دائماً هي تبكي حول ما يعرف بالهولوكوست، وأصبحت من خلالها تتقاضى المعاشات والتعويضات الكبيرة، لذا سيبكي الشارع لسنوات طويلة".

وأوضح ذكور أن جائحة فيروس كورونا، أثرت بشكل كبير على مصالح أصحاب المطاعم والمقاهي، وأصحاب الفنادق في دولة الاحتلال، لذا بدأ الملايين بالخروج للشارع، والمطالبة باستقالة نتنياهو، رغم إعلانه أن الهبات المقدمة سوف تستمر لشهر يونيو 2021.

وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي، إلى أن التظاهرات الحاشدة التي تخرج ضد نتنياهو يوجد لها محرك وهدف ثاني إلى جانب كورونا، وهو وجود مساع داخل دولة الاحتلال من قبل جهات وسياسيين، لإبراز شخصية منافسة لرئيس وزراء الاحتلال، بعد تفكك حزب أبيض أزرق، وعدم وجود أي منافس قوي له.

ولفت إلى أن الجهات التي تحرك الشارع بهدف إيجاد حزب وشخصية معارضة لنتنياهو، تلعب على الوتر الاقتصادي، والمتضررين إثر جائحة كورونا وهو شريحة كبيرة جداً داخل مجتمع الاحتلال الإسرائيلي.

وحول الخيارات المتاحة أمام نتنياهو للتخفيف من وطأة تلك التظاهرات، والتجاوب مع الشارع، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، أن أبرز ما يمتلك رئيس دولة الاحتلال هو  الذهاب إلى احتياط المال الموجود في (إسرائيل)، وهي مليارات الدولارات المخزنة، سيخرجها لتقوية موقفه، حتى لا يفقد مقعده أو يحاكم كونه متهما في قضايا فساد.

الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، يؤكد أن التظاهرات التي تخرج في دولة الاحتلال يقف وراءها من البداية رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك، ولكن مع أزمة كورونا، والهبات التي قدمها نتنياهو، والتداعيات الاقتصادية لها، تشجع القائمون عليها لتطوير الخروج للشارع.

وقال بشارات في حديثه لـ"فلسطين": "التظاهرات داخل الاحتلال الإسرائيلي تم تبنيها من الجميع خاصة مع الفساد الذي يتعلق بنتنياهو والقرارات التي يتخذها وخاصة التي لا تنفذ، والمنح المالية التي أعطيت لمنتسبي الليكود، واستثناء آخرين منها".

وأوضح أن التظاهرات هدفها أصبح المطالبة برحيل نتنياهو واستبداله، ولكن على المدى القريب لا يوجد أمل على نجاحها، كون الشارع في دولة الاحتلال منقسما بدرجة كبيرة، إضافة إلى أن اليساريين جزء من حكومة رئيس وزراء الاحتلال.

ولفت إلى أن التظاهرات أفرزت ما يسمى بالمستقلين داخل دولة الاحتلال، وعددهم كبير جداً، ويقوم تحريكهم من قبل باراك، وبعض الإعلاميين ضد نتنياهو.