فلسطين أون لاين

"ابن بطوطة".. مبادرة شبابية لتعزيز التعليم التفاعلي بغزة

...
غزة-هدى الدلو

على خطى الرحالة العربي ابن بطوطة، جابت مجموعة شبابية المناطق المهمشة والبعيدة عن مركز المدينة لإيصال التعليم التفاعلي واللامنهجي للأطفال، الذين بعد الانقطاع المبكر عن الدراسة بسبب جائحة كورونا، ولسكنهم في مناطق متطرفة بعيدة عن المراكز التي تهتم بالأطفال ونشاطاتهم، قضى معظمهم عطلتهم الصيفية في البيوت وعلى الهواتف المحمولة دون ممارسة أي هوايات أو نشاطات.

"ابن بطوطة" مبادرة شبابية تسعى لأن يكون التعلم اللامنهجي نظامًا معتمدًا في مدارس قطاع غزة وفق إستراتيجية واضحة، وتهدف إلى إيصال التعليم التفاعلي والتقني اللامنهجي للأطفال في المناطق البعيدة، فحمل الشباب في جعبتهم أفكارًا لنشاطات تعليمية وترفيهية وجابوا بها مناطق مختلفة من القطاع.

عبد الرحمن عوض مسئول فريق ابن بطوطة، يرى أن هذا النوع من التعليم يهدف لاكتشاف مهارات ومواهب الأطفال، وتدريب عقلهم على نشاطات مختلفة، وزيادة تفاعلهم نحو التفكير الإبداعي بالتعلم المبني على التجربة.

ونشأت فكرة المبادرة من مجموعة من المشاريع الريادية التعليمية، وهي: كليفر تويز للألعاب الذكية, وأكاديمية العقل المشرق, والعب واتعلم مع غدير, ومركز توب تيك للتدريب التقني.

ويتحدث عوض -وهو مهندس ميكاترونيكس وريادي أعمال من مدينة غزة- عن سبب إطلاق المبادرة: "وجود فجوة كبيرة في التعليم عند الأطفال, تحديدًا الأطفال البعيدين عن مركز المدينة ولا يحصلون على التعليم التفاعلي بسبب بعدهم عن المؤسسات والمراكز التعليمية التي توفر مثل هذا التعليم".

أما أهداف المبادرة فزيادة الوعي عند الأطفال وتعليمهم مهارات جديدة وتنمية الإبداع لديهم، ونقل التعليم التفاعلي إلى أكبر شريحة منهم في قطاع غزة، وتنمية روح المسئولية المجتمعية عند أصحاب المشاريع الريادية.

ويتابع: "إضافة إلى تطوير مهارات الأطفال الذين لم يحصلوا على الفرصة الكافية في التعليم، وتعزيز الوعي لدى الأهالي بالاهتمام بتعليم أطفالهم مهارات وإبداعات باستخدام أساليب تتناسب مع ميولهم واهتمامهم بالتعلم".

تستهدف المبادرة الأطفال المتعلمين من الفئة العمرية من 9 أعوام إلى 14 عامًا، يقول عوض: "استهدفنا الأطفال غير القادرين على تلقي هذا النوع من التعليم، فعملنا فريقًا على تنفيذ أنشطة وألعاب تفاعلية إبداعية مبتكرة".

وتساهم المبادرة في تغيير سلوك الأطفال إلى الأفضل بالانعكاسات التربوية لها، وتوفير أساليب تلبي احتياجاتهم النفسية والانفعالية والسلوكية والتعليمية المختلفة.

ويعمل فريق ابن بطوطة المكون من خمسة أعضاء على تنفيذ أنشطة تفاعلية لا منهجية ومتنوعة كتعلم أساسيات الكهرباء، وتركيب الدوائر الإلكترونية، ومهارات تعلم اللغة الإنجليزية، والرياضات السريعة، وألعاب تربوية وترفيهية كصناعة الدمى والوسائل التعليمية.

ومن أهم المشكلات التي واجهتهم يذكر عوض صعوبة توفير أماكن لتنفيذ المبادرة، وتكلفة المواصلات والأدوات التي تستخدم في ذلك.

في منطقة مفتوحة بعيدًا عن جمود الجدران الصفية الأربعة، تعمل الشابة أسماء شعبان إحدى أعضاء فريق ابن بطوطة على تنشيط الأطفال بألعاب تربوية حركية، واختيار أماكن مفتوحة وآمنة لتمارس مع الأطفال بعض النشاطات اللا منهجية في منطقة خزاعة وغيرها من المناطق.

وتقول لصحيفة "فلسطين": "في إطار المبادرة أعمل مع الفريق على دمج الطالب في البيئة التي يعيش فيها، فيغلب على المادة التعليمية أنها دسمة، ولكن نشرحها بطريقة ترفيهية ليتمكن الطفل من استيعابها وتصل إلى ذهنه بأسلوب مختلف عن الأسلوب المدرسي".

ويأمل الفريق أن يصبح هذا النوع من التعليم معتمدًا في المدارس، وداخل البيئة التفاعلية للطلاب.