فلسطين أون لاين

هبة وآلاء وعدي.. الإصرار على إثبات الذات سر نجاحهم

...
غزة/حنين مرتجى:

لم يكتب لذلك الحلم الذي لطالما سهرت هبة أبو جزر، الليالي لتحقيقه، أنّ يلوح بالأفق، حيث حصلت في الثانوية العامة على معدل 70% بالفرع العلمي، وارتسمت الصدمة على وجوه العديد من معلماتها وصديقاتها وأقاربها، لاعتيادهم على تفوقها وحصولها على المرتبة الأولى بكل المراحل الدراسية.

لم تفاجأ هبة بذلك المعدل، ، نتيجة الظروف التي مرت بها خلال الامتحانات والتي كان من بينها، مرض السرطان الذي أصاب والدها في تلك الفترة، والذي أثر بها كثيراً.

هبة أبو جزر (31عاماً) من رفح جنوب قطاع غزة، لم تسمح بأن يكون عدم تحقق حلمها بأن تكون من العشرة الأوائل على الضفة والقطاع عام 2006، عائقا لآمالها عند هذا الحد، فقررت خوض مرحلة الجامعة ودراسة الكيمياء، وهي واحدة من العديد من الخريجين الذين لم يحالفهم الحظ بالمعدل الذي تمنوه في الثانوية العامة، لكنهم سجلوا قصص نجاح في مجال تخصصاتهم الجامعية.

وفي مرحلة الجامعة خاضت تجربة العديد من التخصصات، كانت البداية في تخصص الكيمياء، لكنها لم تستمر به، فرغبتها في المغامرة في استكشاف تخصص آخر كان أيضاً بناء على رغبتها، دفعها لدراسة اللغة العربية/إعلام، و بسبب بعد منزلها الواقع برفح عن مكان الجامعة لم تستمر به، لينتهي بها المطاف باختيار كلية التربية.

ركزت هبة خلال مرحلة الجامعة على بناء شخصيتها وصقل مهاراتها وخبراتها في مجال دراستها، وفور تخرجها من كلية التربية عام 2011، التحقت بكلية الدراسات العليا.

حصول هبة على درجة الماجستير في الإدارة التربوية عام 2015 مكنها من الحصول على فرصة عمل كمشرفة تربوية في الجامعة الإسلامية، بالإضافة إلى عملها في مجال التدريب والتنمية الاجتماعية بالعديد من المؤسسات.

منعت هبة الصعوبات من أن تتغلب عليها، أو توقفها عن تحقيق أحلامها بل زادتها إصراراً، وها هي الآن تعمل مشرفة تربويه ومحاضرة في العديد من الجامعات الفلسطينية بغزة.

اختيار حسب الميول

أما آلاء سليمان (26 عاماً)، من مدينة غزة الشغف حبها لمهنة الصحافة الإعلام، دفعها لاختيار ذلك التخصص الجامعي، مجالاً تحقق من خلاله طموحها.

تقول آلاء لصحيفة "فلسطين": "بعد نجاحي في الثانوية العامة بالفرع الأدبي عام 2012،واجهت العديد من الانتقادات،من عائلتي،والمجتمع عندما قررت دراسة الصحافة،كان أبرزها أنّ تلك المهنة تناسب الشباب أكثر من الفتيات، وأنني لن أجد فرصة عمل بعد تخرجي".

لم تجعل آلاء تلك الكلمات التي كانت تسمعها، تثنيها عن دراسة الصحافة والإعلام، بل اتخذت ذلك تحدياً وإصراراً بينها ويبن نفسها لكي تثبت للمجتمع ولعائلتها عكس ما يظنون.

العديد من الصعوبات واجهت آلاء خلال مرحلة الجامعة في مجال دراستها لكنها استطاعت التغلب عليها،واستطاعت التوفيق بين الجانبين العملي والنظري.

تتابع: "تمكنت خلال فترة دراستي، وتحديدا في السنة الثانية من العمل بالقطعة مع شركات إنتاج ومؤسسات صحفية عديدة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل في مجال مهنتي.والذي ساعدني على ذلك، أنني منذ بداية الجامعة كنت أحرص على صقل مهاراتي في مجالات الصحافة المختلفة".

وها هي الآن وبعد تخرجها عام 2016بمعدل جيد جداً، تعمل في مؤسسة صحفية بغزة في مجال التصوير والمونتاج.

واكب ما يحتاجه سوق العمل

أما الشاب عدي المدهون (27 عاما) من غزة، قرر دراسة اللغة الإنجليزية، بعد حصوله على معدل 81% في الثانوية العامة 2011.

الأسباب التي دفعته لاختيار هذا التخصص –كما يقول لصحيفة "فلسطين"- تتمثل في أهمية اللغة الإنجليزية لكافة مجالات العمل، وأنها تعد من المهن التي يحتاجها سوق العمل دائماً، بالإضافة إلى رغبته في دراستها.

ويقول: كأي طالب جديد، كانت الجامعة بالنسبة لي شيئا مختلفا تماماً عن المدرسة، مما أثر على معدلي في السنة الأولى والثانية، لكني سرعان ما تداركت الأمر وبدأتُ أهتم بالجانبين العملي والنظري.

ركز عدي خلال المرحلة الجامعية على تطوير لغته ومهاراته باللغة الإنجليزية، فإتقانه للغة وسعيه دائماً إلى تطويرها، كان السبب في حصوله على أول عقد عمل له قبل تخرجه عام 2015 لمدة عام في مؤسسة دولية في قطاع غزة، بالإضافة إلى عمله مدرساً في العديد من المراكز التعليمية .

يعمل الآن عدي مدرساً للغة الإنجليزية، في المراكز التعليمية بغزة، ونتيجة خبرته الطويلة في هذا المجال حصل على عدة شهادات دولية كمدرب دولي.