فلسطين أون لاين

حذفتا فلسطين من خرائطهما

تقرير "جوجل وآبل" على طريق صفقة "ترامب- نتنياهو" إلكترونيًا

...
غزة- نور الدين صالح

لم تكتفِ الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بانحيازها للاحتلال الإسرائيلي عبر إجراءاتها وقراراتها السياسية العنصرية على الأرض، بل تعدى ذلك إلى العالم الافتراضي عبر شبكة الإنترنت، من خلال شطب شركتي "جوجل" و"أبل" الأمريكيتين قبل أيام فلسطين من خرائطهما الدولية، وفق ما كشف موقع AS-Source News"" الخاص بالأخبار العسكرية في الشرق الأوسط وأمريكا وروسيا.

وذكر الموقع عبر حسابه على "تويتر" أنه مقابل خطوة الشركتين الأمريكيتين حافظ محرك البحث الروسي "ياندكس" على ظهور فلسطين في خرائطه.

وقوبلت هذه الخطوة من شركتي "جوجل وآبل" برفض فلسطيني على الصعيدين السياسي والشعبي، في حين عده مراقبون يندرج في إطار "الانحياز الكامل للاحتلال وتطبيقاً لخطتي "ترامب-نتنياهو" والضم.

ورأى أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة النجاح بنابلس د. أحمد غضية، أن إقدام الشركتين الأمريكيتين على هذه الخطوة مرتبط بصفقة "ترامب-نتنياهو" وخطة ضم أجزاء من الضفة الغربية التي ينوي الاحتلال تنفيذها.

وأوضح غضية خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، أن الإدارة الامريكية تسعى لأن لا يكون لفلسطين تعريف جغرافي واضح لدى الفلسطينيين والعالمين العربي والإسلامي.

وأكد أن هذه الخطوة سيكون لها تأثيرات على الوعي العالمي من جوانب مختلفة سواء سياسية أو ثقافية أو اجتماعية وغيرها، خاصة حينما يبحث الأشخاص عن فلسطين ولن يجدوها، وعلى القضية الفلسطينية ككل.

وشدد على ضرورة "أن تكون هناك خطط فلسطينية وعربية وإسلامية مدروسة لمواجهة مثل هذه الإجراءات، للضغط على الشركتين والتراجع عن خطوتهما".

كما دعا غضية لمقاطعة تلك الشركات في حال عدم تراجعها، واللجوء لشركات أخرى، الأمر الذي سيلحق بها أضراراً اقتصادية وخسائر مالية كبيرة.

ويتفق أستاذ العلوم السياسية والإعلام في فلسطين د. كمال علاونة مع سابقه، موضحاً أن إجراء الشركتين جاء بعد القرار الإسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الذي تم تأجيله "ولكن لا يزال قائماً"، وفق تقديره.

وقال علاونة خلال حديثه مع "فلسطين": "يبدو أن هناك ضغوطات إلكترونية في العالم الافتراضي للضغط على جوجل والمتصفحات العالمية التي تبث من أمريكا بضغط من اللوبي الصهيوني".

وعدّ هذا الإجراء مقدمة لعدم الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية، مشدداً على أن "هذه المسألة مهمة وتتطلب ملاحقة قانونية وسياسية ودبلوماسية، لإعادة الأمور لمسارها الصحيح".

وأضاف: "يجب أن يكون لفلسطين وجود على الخارطة السياسية والافتراضية أيضاً أسوة ببقية دول العالم"، مستهجناً حذف "فلسطين" واستبدالها بما يُسمى "يهودا والسامرة" العبرية التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية.

ونبّه إلى أن حذف اسم فلسطين "تمييز عنصري" ويعني عدم الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية وسيتبعه تنكر لحقوق الشعب الفلسطيني الطبيعية الثابتة.

وبيّن أن هذه القضية لها تأثير نفسي وجغرافي ومعنوي على الشعب الفلسطيني والعالم أجمع، خاصة أن كثيرا من الدول لا تُدرك معنى اسم فلسطين، مشدداً على ضرورة "أن تتضافر الجهود الدولية لإحلال اسم فلسطين في كل العام وليس فقط العالم الافتراضي".

تجدر الإشارة إلى أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي نشروا عبر صفحاتهم الشخصية صورة لخريطة فلسطين الحقيقية كاملة، رفضاً لقرار شركتي "جوجل وآبل".

في السياق ذاته، أدنت حركة الجهاد الإسلامي حذف شركتي "جوجل" و"أبل" خريطة فلسطين، وعدَّته انحيازًا لعنصرية الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الحركة في بيان صحفي، أمس: إن حذف "جوجل" و"أبل" خريطة فلسطين تعدٍّ على الحق والعدالة وانحياز واضح للاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت: "إن هذا الإجراء هو محاولة يائسة لن تغير من الحقيقة شيئًا؛ ففلسطين في وعي الشعوب والأمم باقية متجذرة لن تمحى بإجراء باطل منافق".

ووجهت التحية للنشطاء الأحرار الذين عبروا عن رفضهم لهذا الإجراء الباطل، ونشروا خريطة فلسطين التاريخية على شبكات التواصل الاجتماعي، وأظهروا رفضهم التام للإجراء العنصري من الشركتين.

وعدت الرفض الواسع لإجراء "جوجل" و"أبل" دليلاً على مستوى الوعي والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وصحوة الأحرار لحجم المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وقناعتهم برواية الحق الفلسطيني في مواجهة الباطل".