كالنار في وجه الاحتلال، انطلق منذ ساعات الصباح الباكر، المئات من أهالي قرى وبلدات جنوبي شرقي نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، مدافعين عن جبل صبيح، الغني بالموارد المائية، الذي يواجه إجراءات الاحتلال ومستوطنيه ومشاريعهم التهويدية.
ومساء أول من أمس، نصب مستوطنون خيامًا فوق قمة الجبل التابع لأراضي بلدة بيتا جنوب نابلس، ما دعا فصائل العمل الوطني ومؤسسات البلدة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، لتوجيه الدعوة للأهالي للشروع بفعاليات احتجاجية لاقتلاع هذه البؤرة الاستيطانية الجديدة.
المئات من أهالي البلدة ونشطاء المقاومة الشعبية في المنطقة توجهوا، صباح أمس، إلى جبل صبيح في فعالية احتجاجية، إلا أنَّ قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة، انتشرت في المنطقة بكثافة، معلنةً الموقع منطقةً عسكريةً مغلقة.
مدى ردة الفعل
وأكد رئيس مجلس بلدي بلدة يتما الفوقا، فؤاد معالي، أن الاحتلال يهدف من خلال التخييم في أراضي الفلسطينيين وجبل صبيح، إلى قياس رد فعل الفلسطينيين.
وقال معالي لصحيفة "فلسطين": "إن كانت ردة الفعل الفلسطينية ضعيفة، سيعمل الاحتلال على فرض سيطرته الكاملة على الجبل"، داعيًا إلى أهمية المشاركة الفاعلة في الدفاع عن الأرض الفلسطينية.
وأشار إلى أن التلة الجبلية تقع جنوب بلدة بيتا، ويقع في أسفلها منطقة صناعية، تحتوي على منشآت مناشير الحجر.
وأوضح أن أراضي الجبل منطقة فلسطينية كاملة، موثَّقة بأوراق قانونية، تدحض أي مزاعم إسرائيلية بوجود ملكية للاحتلال عليها.
وشدد على أهمية مقاومة الاحتلال وفرض مشاريع زراعية، وفرض زراعة أشجار الزيتون بالقوة.
ومنذ عام 1985م، تسارعت إجراءات الاحتلال ومستوطنيه ومشاريعهم التهويدية للجبل، عبر نصب خيام وغرف متنقلة (كرفانات)، سعيًا منهم للسيطرة عليه، وفرض سياسة "الأمر الواقع".
ويقع الجبل ضمن المنطقة (ج) التي نصَّ عليها في اتفاقية (أوسلو)، حيث تشكِّل تلك المناطق نحو 61% من أراضي الضفة الغربية، تكون السلطة الفلسطينية فيها مسؤولة عن تقديم الخدمات الطبية والتعليمية للفلسطينيين في المنطقة، في حين أن السيطرة الأمنية والإدارية لـ(إسرائيل).
جبل فلسطيني
من جانبه أكد الباحث في شؤون الاستيطان محمود الصيفي أن جبل صبيح فلسطيني خالص، ولا يمكن للاحتلال السيطرة عليه، مشيرًا إلى أن الاحتلال شقَّ طريقًا استيطانيًّا من أراضي بلدات بيتا الفوقا، ويتما، وقبلان تحت اسم "طريق آلون".
وذكر الصيفي لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال نصب نقطة عسكرية إسرائيلية تطورت في وقت لاحق إلى حاجز عسكري يمر عبره المواطنون المتنقلون بين شمال الضفة الغربية ووسطها.
وقال: "الاحتلال استخدم النقطة العسكرية خلال السنوات الماضية وازدادت اعتداءاته في انتفاضة الحجارة الأولى".
وأكد أن الاحتلال تجرأ على المنطقة المحيطة بالجبل، وعمل على تسوية نحو 4 دونمات زراعية، وأقام عليها خيامًا وغرفًا متنقلة عسكرية؛ إلا أن أهالي القرى نجحوا في إزالتها عبر المقاومة الشعبية وفعالياتهم الميدانية.
وأشار إلى أن الاحتلال، عاود الكرَّة مرةً أخرى خلال السنوات الأربع الماضية، ونصب خيامًا وغرفًا متنقلة، نجح خلالها المواطنون أيضًا في إجبار الاحتلال على إزالتها بعد أيام من نصبها رغم إجراءاته القمعية.
وأضاف: "الاحتلال يمارس خططًا ممنهجة تمتد لفرض خطة الضم الإسرائيلية أمرًا واقعًا على أهالي الضفة الغربية بأكملهم".
وأكد الصيفي أن نصب تلك الخيام، يعد اللبنة الأولى للبؤر الاستيطانية الإسرائيلية، أيًّا كانت ادعاءات الاحتلال التي يسوِّقها عبر وسائل إعلامه.
وأشار إلى أهمية مواصلة الفعل الميداني لمواجه المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى سلب أراضي المواطنين.