فلسطين أون لاين

اختلاق الأزمات الفلسطينية الداخلية لمصلحة من؟

تعاني (إسرائيل) أزمات داخلية متلاحقة ومتعددة وتطال شرائح اجتماعية مختلفة، والحكومة لكونها حكومة وحدة صهيونية معتمدة على مبدأ التبادل في رئاستها، من الواضح أنها أضافت أزمة أخرى على الأزمات، وهي أزمة خلط العمل السياسي الهادف لزيادة أوراق القوة السياسية للأحزاب المشاركة في الحكومة وقيادتها بالعمل المهني الحكومي لمواجهة تلك الأزمات، مما زاد من الطين الصهيوني بلة.

لكن الغريب في الأمر، انه في ظل هذه الأزمات الداخلية الصهيونية الحقيقية، وضعف جبهته الداخلية، هناك محاولات من البعض في الداخل الفلسطيني خلق أزمات فلسطينية داخلية، تمنع من استثمار الموقف الفلسطيني الموحد على الأقل في مواجهة قانون الضم وتطويره لعملية مواجهة مع الاحتلال في فترة زمنية يعاني ضعفًا حقيقيًّا داخليًّا.

مجموع القضايا التي تم هندسة تفجيرها داخل المشهد الفلسطيني وفي توقيتات حساسة تجبر المتابع لها قراءتها من منظورات أمنية استخباراتية أكثر من المنظور السياسي.

وبداية يجب طرح عدة أسئلة:

* لمصلحة من يتم فتح قضية العملاء في انتفاضة الحجارة عام ١٩٨٧، والكل الفلسطيني يدرك أن هذا الملف تم إغلاقه لما فيه من تداعيات خطيرة على النسيج المجتمعي الفلسطيني؟

* لمصلحة من يتم شيطنة المقاومة وإظهار قياداتها وكوادرها على أنهم حفنة من العملاء والمتخابرين مع الاحتلال، والتشكيك بكل تضحياتها، وتقزيم إنجازاتها، والتركيز فقط على عثراتها؟

* لمصلحة مَن إعادة خلق الفوضى داخل قطاع غزة من خلال عمليات تخريبية تحت مسميات مشبوهة، ليصبح المواطن الفلسطيني غير آمن في بيته ولا في مجتمعه؟

بالتأكيد أن المصلحة من وراء ذلك تهدف إلى:

أولًا: حرف البوصلة الفلسطينية عن صراعها الرئيس مع الاحتلال في ظل أزماته الداخلية الخانقة، وإشغال المقاومة بالدفاع عن نفسها أمام شعبها، واستنزافها بقضايا مجتمعها الداخلية بعيدًا عن الاحتلال.

ثانيًا: السعي وراء نزع الثقة بين الحاضنة الشعبية وما بين المقاومة، واظهار ان المقاومة وقياداتها عبارة عن عبء على الشعب وليس جدار حارس لهذا الشعب وقضيته، الأمر الذي له تداعيات خطيرة وعلى كل المستويات السياسية والأمنية.

ثالثًا: وأد حالة الاتفاق الفلسطيني الحالية وهي في البدايات قبل ان تتحول لأليات يتم توحيد الصف الفلسطيني بناء عليها.

رابعًا: تشويه الفلسطيني أمام الجماهير العربية، والعمل على قطع آخر خيوط التعاطف العربي مع الفلسطيني بشكل عام ومع مقاومته بشكل خاص، سواء من خلال اظهار الفلسطينيين عملاء مع الاحتلال، او من خلال الصاق تهمة الارهاب الداعشي لغزة، وبالتالي يبقى الباب مفتوحا دون اي عائق امام التطبيع العربي المتسارع تجاه دولة الاحتلال.

خامسا، الفوضى والأزمات تعتبر البيئة المثلى للعمل الأمني الاستخباراتي للعدو داخل اي منطقة، فعندما تسود الخلافات يصبح لكل فعل للعدو ساترا امنيا يختفي من وراءه، خاصة ان غزة تحمل في احشاءها قضايا كبرى للاحتلال مازال يبحث عن فك شيفرتها المعقدة ، خاصة ان مرارة تجاربه السابقة معها مازالت في فم مسؤولي الشاباك والاستخبارات في كيان الاحتلال.

ليس كل من انتقد خائنا، وليس كل من أضاء صوب الخلل حاقدا، ولكن لنحذر ممن يعلو صراخهم مطالبين بدم سيدنا عثمان ويرفعون قميصه على أسنة رماحهم ليس إلا ليطعنوا الوطن ومقاومته لحسابات مصلحة العم سام وام هارون.