واصل عشرات المقدسيين اليوم السبت حملة تنظيف مقبرة باب الرحمة، الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك.
وشارك في الحملة عدد كبير من أهالي بلدة سلوان والبلدات المجاورة وذلك في إطار عمل وفعاليات منظمة بدأت بتقليم مُنظّم للأشجار العالية والكبيرة، وإزالة الأعشاب المنتشرة في المقبرة، والتي تغطي معالمها، وتجميع الأعشاب والأخشاب ونقلها إلى حاويات خاصة خارج أرض المقبرة، فضلاً عن ترتيب شواهد بعض القبور.
وناشد المتطوعون أهالي الطور والسواحرة وصور باهر وكل الأماكن بالقدس بالحضور لمساعدتهم ومد يد العون لتنظيف المقبرة، التي تضم قبور الآباء والأجداد وعدد من الصحابة.
ووجه أحد المتطوعون الشكر للجنة المقابر والأوقاف لمساهمتهم بتنظيف الجزء الأمامي لمدخل باب الرحمة.
وتعد مقبرة باب الرحمة إحدى أشهر المقابر الإسلامية في القدس، وتقع تحديدًا عند السور الشرقي للمسجد الأقصى. حيث تمتد من باب الأسباط وحتى القصور الأموية في الجهة الجنوبية.
وتبلغ مساحتها حوالي 23 دونمًا وتحتوي على العديد من قبور الصحابة وأبرزهم عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، وعلى قبور لمجاهدين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والأيوبي.
وتنوي الحكومة الإسرائيلية تحويل جزء من المقبرة لحديقة تلمودية ضمن مشروعها لتهويد المدينة.
وشهدت مقبرة باب الرحمة موجة اعتداءات خطيرة، تصاعدت بشكل كبير خلال الأشهر الأولى من عام 2018، وصلت حدّ وضع الاحتلال يده على جزء كبير من واجهة المقبرة، في سياقٍ استهداف الوجه العربي والإسلامي للمدينة.
ويأتي استهداف مقبرة باب الرحمة في ثلاث سياقات أساسية،
السياق الأول: يكمن في السيطرة على هذه المقابر وتحويلها لما يسمى بـ "الحدائق التوراتية"، وهي خطوة ممهدة لإقامة المشاريع الاستيطانية المختلفة.
فيما يكمن السياق الثاني بالاستهداف المباشر للمسجد الأقصى، ضمن مخططات الاحتلال للتقسيم المكاني للأقصى، أو عبر القيام بالمزيد من الحفريات أسفل جدار الأقصى الشرقي، وهي حفريات ستكون مدعومة من عددٍ من أذرع الاحتلال.
وهو ما يخلص إلى السياق الثالث الذي يسعى إلى استهداف هوية القدس العربية والإسلامية، عبر إزالة أي معالم تدل على هذه الهوية، التي تشكل المقابر جزءًا مهمًا فيها.