ما من شك أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تبذل جهودا كبيرة لاختراق الجبهة الداخلية لحماس، ولغيرها من فصائل المقاومة في غزة. الاختراق الاستخباري عملية دائمة، ونشطة، ولا تتوقف البتة. الانتصار العسكري يبدأ عادة بانتصار معلوماتي. من يفقد المعلومة تضطرب أعماله في الميدان، ومن يملك المعلومات الكافية يجري على الأرض، وبيديه أضواء كاشفة. (إسرائيل) الدولة الأكثر نشاطا في العالم في مجال العمل الاستخباري. ولعل ما تنفقه دولة الاحتلال على الأجهزة الاستخبارية يفوق ما تنفقه على الصحة والتعليم.
أجهزة استخبارات دولة الاحتلال كثفت من جهودها الاستخبارية في غزة منذ خروج قوات الجيش منها، ومنذ تولي حماس المسئولية عن قطاع غزة. ومنذ أن أحبطت حماس أعمال الاستخبارات الصهيونية في أكثر من مرة. أحد أسباب فشل (إسرائيل) في حروبها الأخيرة على غزة كان يتمثل في أن حماس تمكنت من قلع عيون دولة الاحتلال في غزة، من خلال حملات مقاومة التخابر، والكشف عن العملاء، وإعدام بعضهم، ومحاكمة آخرين.
صحيفة ( إسرائيل اليوم) كشفت في ضوء فبركات (العربية والحدث) عن ثلاثة أمور: الأول تمثل في الكشف عن جهود مكثفة للاستخبارات الإسرائيلية في غزة. والثاني كشفت فيه عن جهود ضخمة تبذلها حماس للكشف عن العملاء، وإجهاض عمل الاستخبارات الصهيونية، وقالت الصحيفة إن حماس قيادة شكاكة، تشك في كل شيء، وتضعه تحت المراقبة والفحص. وذكرت هنا مثالا هو الكشف عن خلية متكال في خان يونس مؤخرا. والثالث أن ما قالته (العربية والحدث) مؤخرا عن نجاح استخبارات (إسرائيل) في اختراق الجهاز العسكري لحماس، وإلقاء حماس القبض على قادة عسكريين فيها يعملون مع الاستخبارات الإسرائيلية أقول ليست ذات مصداقية، وتنقصها المعلومات والأدلة.
هذا، وقد نبهت حماس الجمهور لتدليس (العربية والحدث)، وكذبت ما أذاعته، وبينت أن الغرض منه التشكيك بالمقاومة. لأن سياسة العربية التحريرية المعتمدة تقوم على التشهير بالمقاومة عند أدنى ملابسة، حتى لو صدرت هذه الإشاعة عن حسن عصفور محرر مدى، الفاقد للأهلية المهنية في نشر المعلومات؟!.
حماس وفصائل المقاومة يعلمون أنهم في دائرة الاستهداف الأقوى من أجهزة الاستخبارات الصهيونية، ولأنهم يعلمون ذلك، فهم أيضا يعملون بكثافة وعلمية، لتحصين صفوفهم من الاختراق، ويتعاونون مع أجهزة الحكومة في غزة في محاربة العمالة والتخابر، وضربها في مهدها، وفي مثل هذه المسائل يحمد الشك، حتى يثبت غيره.
وأما فضائية العربية التي تتلقى دعمها المالي الكبير من السعودية، فهي عند أفراد الشعب السعودي اسمها ( العبرية)، وقد سمعت هذا كثيرا منهم وأنا في رحلة الحج. لذا لا أجد ثمة قيمة لما تنشره (العربية والحدث) عن المقاومة، لأن ما تنشره هو استكمال لما تقوم به (إسرائيل). وفي النهاية لكل خبر دليله، والناس في غزة لم تلمس دليل (العربية والحدث) في خبرها الكاذب، وها هي المصادر العبرية تكذب ما نشرته العربية والحدث. لذا وجب التنويه للحذر.