غونين سيغيف وزير الطاقة والبنية التحتية في حكومة الاحتلال اعتقله جهاز (الشاباك) عام ٢٠١٧م بتهمة التجسس لصالح إيران لمدة ٦ سنوات كاملة، وحكم عليه عام ٢٠١٨م بعقوبة الحبس ١١سنة.
وقبله عشرات من (الإسرائيليين) أدينوا بالتجسس لصالح دول وحتى لفصائل فلسطينية مقاومة، فالمعركة الاستخبارية ومحاولة اختراق صف الآخر أمنيا -بشتى الوسائل- مهمة رئيسة في إطار الصراع مع أي عدو، وهذه معركة لا تحسم بالضربة القاضية، وإنما بعمق الانتماء للقضية لدى أصحابها وقوة الثبات على الحق وتراكم النقاط.
لذا فالذين اتخذوا من القبض على عميل للاحتلال في غزة فرصة للطعن والتشكيك بالمقاومة، ومحاولة للنيل من رمزيتها عبر سيل من الفبركات والتهويل المفتعل، لا يعبرون -في أفضل أحوالهم- إلا عن عقلية مشوهة وطنيا ونفسية مهزومة معنويا، فهم بسلوكهم المفضوح أظهروا فرحا لنجاح الاحتلال المفترض باختراق فصيل مقاوم، وأظهرت فبركاتهم أن مشكلتهم الحقيقية هي مع المقاومة كمبدأ ونهج، ولم تكن يوما مع المحتل.
فلا غرابة أن يحاول مثل هؤلاء إسقاط ما بهم من خزي الهزيمة النفسية وعار خدمة المحتل على المقاومة التي تظهر عوراتهم بثباتها في خندق عداء المحتل، وتبين بأفعالها مدى ضعف وضآلة المحتل الذي رسموا له في خيالهم المريض صورة أنه لا يقهر.
مقاومة غزة التي قهرت العدو عسكريا في نحل عوز وزيكيم وأبو مطيبق، هي أيضًا من لقنته الدرس استخباريا في عملية شرق خانيونس وأمنيًا بكشف عشرات العملاء وتجنيد بعضهم لصالحها.
وإذا تناسى أو نسي أذناب المحتل فإن المحتل نفسه لم ولن ينسى أن له جنوداً أسرى تخفيهم المقاومة في غيابة الجب منذ ست سنوات، عجز العدو عن تحصيل أي معلومة مهما صغرت حتى عن مصيرهم، وهذا نموذج حي وشاهد واقعي على طبيعة المعركة الاستخبارية التي تديرها المقاومة باقتدار، وليس القصص الكاذبة التي يحاولون تمريرها على بسطاء الناس ويجري نسجها في أذهانهم المهزومة وطنيا وخيالاتهم المعاقة نفسيا.
وطالما أن التاريخ لم يسجل في صفحاته مجتمعا محصنا بالكامل ضد الخيانة، وضرب لنا أمثلة للأدوار الخبيثة التي قام بها أذناب المحتل في أوطانهم وخارجها للنيل من الشرفاء والصادقين، لذا فكشف أي عميل هو إنجاز يحسب للمقاومة وأجهزة الأمن، ويسعد به أصحاب الانتماء الوطني الصادق، ولا يدين إلا الخائن فقط وليس عائلته أو فصيله، ولا يضير سوى الاحتلال وأذنابه، فانظر لنفسك في أي صف تحب أن تكون؟!